أمريكا تخفق في تحقيق ما أنجزته قطر في المونديال

أمريكا تخفق في تحقيق ما أنجزته قطر في المونديال

“أشعر بألم حتى في أظافر قدمي من شدة الحرارة، لم أكن أستطيع الوقوف من الإرهاق”، هكذا عبر ماركوس يورينتي نجم أتلتيكو مدريد، عن إرهاقه من الأجواء في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال مشاركة فريقه في بطولة كأس العالم للأندية 2025 الجارية الآن.

والشكوى الوحيدة من درجات الحرارة لم تكن من يورينتي فقط، بل أكثر من لاعب ومدرب وحتى الجماهير ووسائل الإعلام، أظهروا جميعًا غضبهم من درجات الحرارة في الولايات المتحدة الأمريكية، وصعوبة لعب مباريات كأس العالم للأندية في هذه الأجواء الصعبة.

وليس هذا فقط بل يتم إيقاف المباريات أحيانًا أكثر من مرة لشرب الماء والعصير، ويتعرض اللاعبين للسقوط كثيرًا بسب إرتفاع درجات الحرارة، بل وتقلبات الجو أيضا التي تسببت في تأجيل مباراة صن داونز ضد أولسان يوم الأربعاء 18 يونيو لمدة ساعة كاملة، بسبب توقع قدوم عاصفة.

لماذا لم تطلب أمريكا النصيحة من قطر؟

وجميع وسائل الإعلام والجماهير حول العالم، اتهمت أمريكا بأنها لم تستعد بأي شكل لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية، وسادت حالة من اليأس مما ينتظر الجميع في عام 2026 عندما تستضيف الدولة بطولة كأس العالم للمنتخبات.

ولكن هذا قد يجعلنا نفكر في إنه لماذا لم تتخذ أمريكا مما فعلته قطر مثالًا أمامها، ونعود بالزمن إلى عام 2022، حيث استضافت الدولة العربية بطولة كأس العالم آنذاك، وخرج تنظيم البطولة بأفضل شكل ممكن أجبر العالم كله بمدحه.

لذلك لنترك أمريكا جانبًا ونتجه إلى قطر، لنرى كيف استعدت لبطولة كأس العالم 2022، خاصة وأن المصادفة أنها دولة صحراوية تتسم أيضا بارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير جدًا، فقد تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية.

ولهذا السبب طلبت دولة قطر من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، تغيير موعد إقامة كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ ليصبح في الشتاء وبالتحديد من نوفمبر 2022 حتى ديسمبر، بدلًا من أن يقام من يونيو إلى يوليو، حتى تكون درجات الحرارة أفضل نسبيًا حيث تتراوح بين 20 إلى 30 درجة مئوية.

أما من جهة تصميم الملاعب فقد قامت قطر بإنشاء أنظمة تبريد مبتكرة داخل ملاعبها تقوم على تخفيض درجات الحرارة إلى حوال 21 إلى 24 درجة مئوية، ويتم تيوصل الهواء المكيف مباشرة لداخل الاستاد وطريقة ذكية بحيث يراقب درجة حرارة الجو وعدد الجماهير ويوزع التبريد حسب الحاجة على الجماهير واللاعبين، والطاقة المستخدمة للتبريد صديقة للبيئة وتعتمد على الطاقة الشمسية بشكل كبير، مثلما حديث في استاد الجنوب واستاد البيت واستاد لوسيل.

ليس هذا فقط بل تم تصميم الملاعب بطريقة هندسية مبتكرة بحيث تكون مغلقة جزئيًا أو بها مظلات ضخمة لتقليل أشعة الشمس المباشرة، بجانب استخدام مواد بناء خاصة تعكس الحرارة بدل ما تمتصها، وكل ذلك لتسهيل دخول الهواء وتوزيعه بشكل مريح.

كأس العالم 2022 – ستاد 974

وهذه الأمور الخاصة بالملاعب والبطولة، ولكن قطر عملت أيضا على أمور تخص الدولة مثل التركيز على بناء محطات طاقة شمسية ضخمة لتغذية أنظمة التبريد والإنارة، لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وخفض البصمة الكربونية.

أما في الأماكن العامة والمناطق المحيطة بالملاعب، تم تركيب أنظمة ضباب مائي ومراوح ضخمة، وزراعة الأشجار ووضع مظلات صناعية لتوفير الظل وتقليل حرارة الجو في محيط الملاعب.

وحتى البنية التحتية تم الاهتمام بها قبل البطولة، وذلك لتقليل الحاجة للمشي لمسافات طويلة في درجات الحرارة العالية، وقامت قطر ببناء محطات مترو الأنفاق المكيفة لنقل الجماهير بسهولة بين الملاعب.

التحدي الأكبر لأمريكا

كل هذه استعدادات قامت بها قطر وغيرها الكثير لاستضافة كأس العالم 2022 بعدما وقفت على نقاط قوتها ونقاط ضعفها، وسخرت كافة إمكانياتها لخدمة هذه البطولة، لتخرج في النهاية وتصنف كواحدة من أفضل البطولات في التاريخ.

لذلك هل تتخذ أمريكا من قطر مثال لها خاصة وأنها بالطبع لديها إمكانيات أكبر، ولاحظت فشل تنظيم موندييال الأندية بالرغم من قوة المباريات ولكن حالات الإنزعاج من البطولة وتنظيمها كانت أكبر، فهل سنرى كل هذه الأخطاء يتم تداركها في كأس العالم 2026، أم ستفشل أمريكا فيما نجحت وتفوقت فيه قطر؟