لاعب الأشهر الباردة: ما سبب تراجع أداء محمد صلاح بعد منتصف الموسم؟

يواصل النجم المصري محمد صلاح تألقه مع ليفربول الإنجليزي، حيث قدم موسمًا مذهلًا مع فريقه في الموسم المنصرم، حيث ساهم في 57 هدفًا ما بين تسجيل 34 هدفًا وصناعة 23، وتوّج موسمه بلقب الدوري الإنجليزي ولقب هداف المسابقة وأفضل صانع ألعاب وأفضل لاعب في المسابقة الأقوى في العالم.
صلاح حقق لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المنتهي برصيد 29 هدفًا، للمرة الرابعة في تاريخه، ليواصل كتابة التاريخ مع “الريدز” على المستوى التهديفي، لكن رغم هذه الأرقام المبهرة، فإن تحليلًا دقيقًا يكشف نمطًا متكررًا: صلاح يتوهّج بقوة في النصف الأول من الموسم، ثم يتراجع ولو قليلًا في النصف الثاني.
ظل النجم المصري صلاح هو المحور الأساسي في هجوم ليفربول طوال الموسم، حيث شارك في 57 هدفًا من أصل 122 سجلها ليفربول طوال الموسم، بنسبة 46.7 % من أهداف ليفربول في جميع البطولات.
عدد أهداف صلاح | 34 هدفًا |
عدد التمريرات الحاسمة | 23 تمريرة حاسمة |
المجموع | 57 مساهمة تهديفية |
عدد أهداف كل لاعبي ليفربول | 122 هدفًا |
النسبة المئوية للأهداف التي شارك بها صلاح | 46.7 % |
في أبريل الماضي، مرّ صلاح بأربع مباريات متتالية دون تسجيل – وهي أطول فترة له بدون أهداف منذ فبراير 2023 – كما لم يصنع أي هدف في 6 مباريات أيضًا.
هذه الأرقام تثير تساؤلًا: هل هناك فرق بين أرقام صلاح في النصف الأول من الموسم والنصف الثاني؟
كيف يُقارن أداء محمد صلاح في النصف الأول من الموسم بالنصف الثاني؟
لو اعتبرنا أن منتصف الموسم بالنسبة لليفربول هو حتى مباراة مانشستر يونايتد في 5 يناير، فهذه هي الأرقام:
من بداية الموسم وحتى 5 يناير:
عدد المباريات | 27 |
عدد الأهداف | 21 |
عد التمريرات الحاسمة | 17 |
معدل المساهمات التهديفية لكل مباراة | 1.4 |
من 6 يناير حتى نهاية الموسم:
عدد المباريات | 31 |
عدد الأهداف | 14 |
عد التمريرات الحاسمة | 7 |
معدل المساهمات التهديفية لكل مباراة | 0.677 |
معدل تسديدات محمد صلاح كذلك تغير في النصف الثاني حتى أبريل حيث انخفض كالتالي:
معدل تسديدات محمد صلاح حتى 5 يناير | 3.25 في المباراة |
معدل تسديدات محمد صلاح من 6 يناير حتى 6 أبريل | 2.38 في المباراة |
وحتى عدد الأفعال التي تؤدي لتسديدة تراجع بشكل كبير:
في النصف الأول: 4.18 في المباراة
في النصف الثاني: 1.9 فقط
لكن هل هذا التراجع نمط متكرر في مسيرة صلاح مع ليفربول؟
تاريخ محمد صلاح مع ليفربول
تُظهر الإحصائيات أن صلاح يكون أكثر تأثيرًا في النصف الأول من الموسم، دائمًا مع ليفربول، حيث يكون عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة أعلى من عددها في النصف الثاني.
صلاح مع ليفربول في كل البطولات منذ انضمامه للفريق:
النصف الأول من الموسم | 141 | 59 |
النصف الثاني من الموسم | 104 | 51 |
الإحصائيات تظهر أن 58% من أهداف محمد صلاح مع ليفربول جاءت في النصف الأول من الموسم، وكذلك 54% من تمريراته الحاسمة، مما يدل على الفاعلية الأكبر في النصف الأول من الموسم.
(المصدر: Getty images)
على مستوى الدوري الإنجليزي فقط، فالأرقام تؤكد هذا الاتجاه أيضًا:
كم مرة سجّل محمد صلاح في النصف الثاني من الدوري الإنجليزي أكثر من الأول؟
حدث ذلك 3 مرات فقط في جميع مواسمه مع ليفربول.
أبرزها موسم 2022/23، عندما سجل 5 أهداف أكثر في النصف الثاني.
ما هي أسباب التراجع؟
صلاح يُعد واحدًا من أفضل من لمس الكرة في تاريخ ليفربول، لكن هذه الإحصائيات تفتح بابًا جديدًا للتفكير في كيفية إدارة جهده البدني والتكتيكي، وربما التفكير في أسباب أخرى لهذا التراجع الملحوظ في أرقامه في النصف الثاني من الموسم، خاصة وأن هذه المرحلة هي مرحلة حسم البطولات والألقاب الجماعية والفردية ومن الأفضل أن يزداد التركيز فيها لا أن يقل.
الأسباب قد تكون عديدة مثل: الإرهاق، أو تطوّر خصومه في مراقبته، أو تغيّر أسلوب اللعب ضده، أو بعض الجوانب النفسية.
من الناحية النفسية، هناك نوع من اللاعبين يتغذى على التحدي الجديد والحافز المبكر، ويشعر بالانطلاق حين يبدأ الموسم، وصلاح يبدو من هذا النوع، فهو لاعب يُتقن الإعداد ويُحب إثبات الذات مبكرًا، سواء في بداية موسم جديد، أو مباراة قمة، أو بطولة كبرى. هذا الحماس قد يقل تدريجيًا مع مرور الوقت، خاصة عندما تتراكم الإصابات الصغيرة، ويقل التركيز التكتيكي للفريق، أو حين يشعر أن الأهداف صارت بعيدة المنال مثل لقب الدوري في المواسم الأخيرة.

هل للطقس علاقة بالأمر أيضًا؟
صلاح تحدث في وقت قريب، وقال إنه يحب اللعب في البرد والأجواء الشتوية ولا يحب درجات الحرارة المرتفعة.
هذا التصريح يفتح الباب لتحليل ربما يكون غير مألوف لكنه منطقي إلى حد ما: “صلاح يتألق في الخريف والشتاء أكثر من الربيع والصيف”.
نصف الموسم الأول في إنجلترا غالبًا ما يتميز ببرودة الطقس، وهو ما قد يُناسب ما يحبه صلاح، في حين مع بداية مارس، تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع، وتزيد حدة الإرهاق البدني نتيجة كثافة المباريات والضغط العصبي.
كل هذا يدعم فرضية أن العوامل البدنية والمناخية قد تلعب دورًا في تغير أداء صلاح على مدار الموسم، خصوصًا عندما تُضاف إلى الضغط النفسي والذهني الذي يعيشه في النصف الثاني مع اقتراب البطولات من مراحل الحسم.