تحذير دولي من انتشار الجراد في شمال أفريقيا

تحذير دولي من انتشار الجراد في شمال أفريقيا

روما في 10 يونيو /العُمانية/ حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة /الفاو/ من استمرار انتشار أسراب الجراد الصحراوي البالغ والأسراب الصغيرة في شمال أفريقيا خلال شهري يونيو ويوليو، متوقعة تحركها تدريجيًّا نحو الجنوب في اتجاه منطقة الساحل.

وأشارت المنظمة في تقييمها الأخير إلى أن أسراب الجراد البالغ والأسراب الصغيرة لا تزال تتشكل بكثافة في شمال أفريقيا، متوقعة انطلاق مرحلة التكاثر الصيفي في جنوب الجزائر وشمال النيجر، وأجزاء من موريتانيا.

وأكدت المنظمة رصد تفشي مجموعة كبيرة في مناطق متفرقة من ليبيا، أبرزها شمال مدينة غات، وجنوب غدامس، وقرب سبها، إضافة إلى وجود أسراب صغيرة في منطقة تازربو، وجنوب بني وليد.

وتوقعت “الفاو” أن تبدأ هذه الأسراب الصغيرة قريبًا في الطيران وتشكيل مجموعات أكبر في شمال ليبيا وتونس وشمال الجزائر، على أن تتحرك معظمها جنوبًا مع منتصف يونيو بحثًا عن مناطق هطول الأمطار الملائمة للتكاثر.

وأكدت المنظمة انتهاء موسم التكاثر الربيعي في مصر والسودان والسعودية، داعية إلى تكثيف جهود المراقبة والمكافحة في ليبيا وشمال أفريقيا لتفادي تحول هذه الأسراب إلى تهديد مباشر للأمن الغذائي في المنطقة، خصوصًا في دول الساحل.

وأفادت الفاو بأن نشاط الجراد شهد تصاعدًا ملحوظًا منذ أواخر فبراير وحتى مارس، لا سيما في شمال مالي، والنيجر وتشاد، قبل أن تمتد حركة الأسراب إلى الجزائر، وليبيا وتونس.

وأوعزت المنظمة هذا التصاعد إلى توفر الأمطار ونمو الغطاء النباتي، ما وفر بيئة خصبة لتكاثر الجراد في غير موسمه المعتاد، كما ساعدت الرياح الجنوبية في دفع مجموعات الجراد نحو الشمال، حيث تم رصد أسراب في وسط صحراء الجزائر وصولًا إلى منطقة فزان جنوب غرب ليبيا.

وصنفت الفاو الوضع في المنطقة الغربية من شمال أفريقيا بـ”الحذر”، داعية إلى تكثيف عمليات المسح الميداني والمكافحة الوقائية، خصوصًا في جنوب الجزائر.

ويعد الجراد الصحراوي، حسب منظمة الفاو، من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، وتكمن خطورته في تكاثره في ظروف بيئية ومناخية مختلفة.

وقدرت المنظمة أن يحتوي الكيلومتر المربع الواحد من أسراب الجراد الصحراوي ما يصل إلى 80 مليونًا من الجراد البالغ، ويستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35 ألف شخص.

وتشير دراسات إلى وجود صلة قوية تربط بين حجم تفشي الجراد الصحراوي وظروف الطقس، مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار ورطوبة التربة وقوة الرياح، وكان لظاهرة النينو (وهي ظاهرة مناخية طبيعية) دور في تفشي الجراد الصحراوي بشكل أكبر وأسوأ.

/العُمانية/

أسماء