موضوعات وآراء في الإعلام العالمي

موضوعات وآراء في الإعلام العالمي

عواصم في 19 مايو /العُمانية/ تابعت
وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية
عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بدور الهيدروجين في الطاقة النظيفة، وأهمية
إعادة هيكلة النظام التعليمي لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الاعتراف
باستخدام هذه التقنيات في العمل وعلاقتها بثقة الزملاء.

فصحيفة “بانكوك بوست”
التايلندية نشرت مقالًا بعنوان: “دور الهيدروجين في الطاقة النظيفة”
بقلم الكاتب “تشاكورن لوتنيثات”.

يركز المقال على دور الهيدروجين الأخضر
كمصدر طاقة نظيف ومستدام، خاصة في المناطق النائية التي تعتمد حاليًا على الوقود
الأحفوري.

من خلال تجربة في جزيرة كوه جيك
التايلندية، يوضح الكاتب كيف يمكن للهيدروجين أن يحل محل الديزل في تخزين الطاقة
المتجددة، مما يسهم في تحقيق استقلال كامل عن الانبعاثات الكربونية.

ويعتقد الكاتب أن الهيدروجين الأخضر هو
مفتاح المستقبل في مجال الطاقة النظيفة، نظرًا لمرونته وقدرته على التخزين طويل
الأمد، مقارنة بالبطاريات التقليدية.

ورغم التحديات الحالية مثل التكلفة
العالية والتعقيد التكنولوجي، فإنه يتوقع انخفاض أسعار الهيدروجين مستقبلًا، مما
سيجعله منافسًا قويًا للوقود الأحفوري.

وفيما يتعلق بتجربة كوه جيك، أشار
الكاتب إلى أن الجزيرة تعتمد أساسًا على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنها ما
زالت تستخدم الديزل كاحتياطي.

وبين أنه يتم اختبار نظام يعتمد على
الهيدروجين المُنتَج من التحليل الكهربائي (باستخدام فائض الكهرباء المتجددة)
لتخزين الطاقة وتشغيل الجزيرة دون انبعاثات.

وسرد الكاتب في مقاله بعض مزايا
الهيدروجين مثل “التخزين طويل الأجل” إذ إنه لا يفقد الطاقة مع الوقت
مثل البطاريات، و “الاستخدامات المتعددة” حيث يمكن استخدامه في النقل
والصناعة وتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى “خفض الانبعاثات” خاصة إذا كان
من مصادر متجددة (هيدروجين أخضر).

وحول التحديات، لفت الكاتب إلى أنها
تتمثل في ارتفاع التكلفة الحالية مقارنة بالبطاريات أو الديزل، كما أنه
يحتاج إلى بنية أساسية متطورة ومعايير أمان دقيقة.

وسرد بعضًا من النجاحات العملية، ففي
ماليزيا- على سبيل المثال- استبدلت عيادة نائية الديزل بنظام هيدروجين يعمل
بالطاقة الشمسية، مما وفر كهرباء مستمرة، وفي كوه جيك، أصبح الهيدروجين أرخص من
الديزل مع مراعاة التكاليف التشغيلية.

وأوضح الكاتب أنه من المتوقع انخفاض
تكلفة الهيدروجين الأخضر بنسبة 50% بحلول 2030، مؤكدًا على أنه يمكن أن يصبح
مصدرًا رئيسًا للطاقة في المناطق الغنية بالطاقة المتجددة.

وخلاصة القول في نظر الكاتب: إن
الهيدروجين، رغم تحدياته الحالية، هو حل عملي للانتقال إلى الطاقة النظيفة، خاصة
في المناطق المعزولة. مع التطور التكنولوجي ودعم السياسات، يمكن أن يصبح ركيزة
أساسية في مستقبل الطاقة العالمي.

من جانبه، دعا الكاتب “ديلان
سيشيل” المحاضر في الذكاء الاصطناعي بجامعة مالطا، إلى إعادة هيكلة النظام
التعليمي لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تنمية المهارات البشرية
بدلاً من الاعتماد على الشهادات التقليدية.

ويرى أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا،
بل أداة تحوُّل يجب دمجها بذكاء في العملية التعليمية لتعزيز الإبداع والتفكير
النقدي لدى الطلاب.

وشدد في مقاله الذي نشرته صحيفة
“تايمز أوف مالطا” على أهمية إصلاح التعليم العالي من خلال تحول
الجامعات من كونها مصدرًا وحيدًا للمعرفة إلى منصات تُسهِّل التعلم، حيث يصبح
الأكاديميون مُيسرين بدلاً من مُلقنين.

كما أكد على أهمية التركيز على تعليم
الطلاب “كيفية التعلم” بدلاً من حفظ المعلومات، مع تطوير أساليب تقييم
لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بسهولة، مثل المناقشات النقدية والمشاريع
التطبيقية.

ودعا الكاتب أيضًا إلى ضرورة دمج
الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية، فبدلاً من حظر الذكاء الاصطناعي (كما حدث
مع بعض الأدوات التقنية سابقًا)، يجب تدريب المعلمين على توجيه الطلاب لاستخدامه
بشكل آمن وخلاق، مثل تحليل النتائج المُولَّدة آليًا ومناقشتها.

وشبه تأثير الذكاء الاصطناعي بتأثير
الآلات الحاسبة في تحسين تعلم الفيزياء، لكن على نطاق أوسع يشمل جميع المواد.

كما نوه الكاتب إلى ضرورة تعزيز
المهارات الإنسانية في المرحلة الابتدائية من خلال التركيز على الأساسيات
(كالقراءة والرياضيات) مع تعزيز الصفات البشرية مثل التعاطف واتخاذ القرار، عبر
الأنشطة التفاعلية كالألعاب والفنون. إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة
للمعلمين، وليس للطلاب، لضمان بناء المهارات الأساسية أولاً.

وأوضح أهمية التحول من التلقين إلى
الإبداع عبر تقليل الاعتماد على التقييمات التقليدية القابلة للأتمتة، والاستعاضة
عنها بمناهج تعزز التفكير النقدي والعمل الجماعي بالإضافة إلى دمج الذكاء الاصطناعي
في مواد مثل التاريخ لتعليم الطلاب تقييم المصادر وفهم وجهات النظر المختلفة.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أن
الذكاء الاصطناعي سيُعيد تشكيل العالم، وأن نجاح مالطا (وأي دولة أخرى) يعتمد على
مرونة أنظمتها التعليمية في التكيف مع هذه الثورة. فبدلاً من مقاومة التغيير، يجب
تبني الذكاء الاصطناعي كحليف لتعزيز الإمكانات البشرية، مع الحفاظ على القيم
والمهارات التي تميز الإنسان عن الآلة.

وقال إن التعليم يجب أن ينتقل من
“التلقين” إلى “تمكين الطلاب”، باستخدام الذكاء الاصطناعي
كجسر نحو مستقبل أكثر إبداعًا وتكيفًا.

وفي سياقٍ متصل، كشف مقال نشرته مجلة
“ذا كونفرسيشن” أن الاعتراف باستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل قد يقلل
من ثقة الزملاء بك، على الرغم من أن الشفافية عادةً ما تعزز الثقة.

هذا الاكتشاف جاء بناءً على دراسة شملت
أكثر من 5000 مشارك عبر 13 تجربة، وأظهرت أن الإفصاح عن الاعتماد على الذكاء
الاصطناعي يجعل الآخرين يشككون في جدارة الشخص بالثقة، حتى لو كانوا على دراية
بالتكنولوجيا.

ويرى الباحثان “أوليفر
شيلكه” وهو مدير مركز دراسات الثقة وأستاذ الإدارة والمنظمات بجامعة أريزونا،
و”مارتن رايمان” وهو أستاذ مشارك في التسويق بجامعة أريزونا، أن هذه
النتيجة تنطوي على مفارقة، لأن الصدق عادةً ما يقوي الثقة. ومع ذلك، فإن استخدام
الذكاء الاصطناعي في مهام مثل الكتابة أو التحليل يجعل الناس يشعرون أن العمل
يفتقر إلى الجهد البشري والابتكار، مما يقلل من شرعيته.

ومن النتائج المثيرة في البحث أنه حتى
الخبراء في التكنولوجيا كانوا أقل ثقةً فيمن يعترفون باستخدام الذكاء الاصطناعي،
كما أن التستر على الاستخدام قد يكون أسوأ إذا اكتشفه الآخرون لاحقًا، مما يؤدي
إلى فقدان أكبر للثقة.

وأوضح الكاتبان أن نصف المشاركين في
الاستطلاع العالمي (13,000 شخص) يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل، مما يجعل هذه
القضية ذات أهمية واسعة.

وفيما يتعلق بالتأثيرات على الأفراد
والمؤسسات، أشار الكاتبان إلى أن فقدان الثقة لا يؤثر فقط على السمعة الفردية، بل
قد يضر بالتعاون والإنتاجية داخل الفرق والمؤسسات، خاصة في مجالات حساسة مثل
القانون والتمويل والرعاية الصحية.

كما أن تآكل الثقة قد يؤدي إلى انخفاض
الحافز الوظيفي، وتراجع ولاء العملاء، وضعف التماسك بين فريق العمل.

واقترح الكاتبان عدة حلول
للمؤسسات، كـ “الشفافية الطوعية” وهي ترك الخيار للأفراد دون إلزام، أو
“سياسة الإفصاح الإلزامية” مع فرض عقوبات على المخالفين، أو “بناء
ثقافة تقبل الذكاء الاصطناعي” أي جعل استخدامه طبيعيًا ومقبولًا.

ومن وجهة نظرهما فإنه في الوقت
الحالي، يبدو أن الاعتراف باستخدام الذكاء الاصطناعي يضر بالثقة، لكن هذا قد يتغير
مع انتشار التكنولوجيا وزيادة موثوقيتها.

ويعتقدان أنه حتى ذلك الحين، يجب على
الأفراد والمؤسسات الموازنة بين الشفافية والحفاظ على الثقة، سواء عبر سياسات
واضحة أو تغيير الثقافة التنظيمية.

/العُمانية/

أحمد صوبان