قصر “طوب قابي”: معلم فني رائع في وسط إسطنبول

قصر “طوب قابي”: معلم فني رائع في وسط إسطنبول

اسطنبول في 28 يوليو /العُمانية/ يعد قصر “طوب قابي” أحد
المعالم الشاهدة على تاريخ اسطنبول، حيث كان مقرًّا للسلاطين العثمانيين ممن حكموا
العالم لمئات السنين، فيما بات اليوم متحفًا يحيي ذكريات العهود الماضية.

ويقول المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي في تصريح لوكالة الأنباء
العُمانية إن بدايات فكرة بناء القصر تعود إلى أعقاب فتح القسطنطينية (إسطنبول)
عام 1453م على يد السُّلطان العثماني محمد الفاتح، الأمر الذي دعا إلى بناء مركز
لإدارة الدولة العثمانية في عاصمتها الجديدة اسطنبول، وبدأ إنشاء القصر عام 1460م.

وأضاف: “كان قصر طوب قابي مقرًّا إداريًّا، وتعليميًّا وفنيًّا
للإمبراطورية العُثمانية، فضلا عن كونه مسكنًا للسلاطين من السُّلطان محمد الفاتح
إلى السُّلطان العثماني الـ 31، عبد المجيد”.

وأشار إلى أنه بتاريخ 3 أبريل 1924، تحوّل القصر إلى متحف، ليكون
بذلك أول متحف في تاريخ جمهورية تركيا الحديث.

وسُمّي القصر بهذا الاسم لأن مدخله كان يقع عند مستودع المدافع خلال
عصر الإمبراطورية العثمانية، ولأنه كان بمثابة حصن دفاعي، فكلمة طوب تعني المدفع،
وكابي تعني البوابة، وهو ما يقصد به بوابة المدفع، وقد ظل طوال 400 عام مقرًّا
ملكيًّا وبلاط حكم للسلاطين العثمانيين حتى خمسينات القرن التاسع عشر، حيث لم يعد
ملائمًا للبروتوكولات الخاصة بالدولة ومراسيمها، فتم الاستغناء عنه كمقر إقامة
وحكم للسُّلطان، وانتقل السلاطين منذ ذلك الحين إلى قصر “دولما بهجة”
الذي يقع في مضيق البوسفور.

وتعد بوابة الباب العالي هي المدخل الرئيس للقصر التي يلج من خلالها
الزوار إلى ساحة الفناء الكبرى، وقد كانت طوال 400 عام محطة العبور للوصول إلى قسم
الحريم وقاعات تسيير شؤون الدولة، وتتميز بطابعها الدفاعي فهي عبارة عن جدران شاهقة
العلو، تنتصب فوقها أبراج للمراقبة.

ويتألف القصر من أربعة أفنية رئيسة وعدد من المباني وهي عبارة عن
مساكن ومطابخ ومساجد ومستشفى وغيرها، وكان يقيم فيه ما يقرب من 4000 شخص.

وأبرز ما يميّز قصر “طوب قابي”، هو احتواؤه على سيف النبي
محمد صلى اللّه عليه وسلم، وأثر قدمه، وقوسه، وشعرات من لحيته الشريفة، وبعض
أغراضه الشخصية، بالإضافة إلى سيوف الخلفاء الراشدين، وعمامة النبي يوسف عليه
السلام، والتي تتواجد في القصر التاريخي منذ انتقالها إلى الدولة العثمانية عقب
دخول السُّلطان “سليم الأول” مصر عام 1517، وإحضارها إلى اسطنبول، مقر
الخلافة الحديثة.

كما يضم القصر أدوات وآلات استخدمت في حفظ الأمانات المقدسة فيما
مضى، وقطعا نادرة جلبت من مكة المكرمة والمدينة المنورة، ووضعت جميعها في غرفة
يتلى فيها القرآن على مدار اليوم دون انقطاع.

جدير بالذكر أن القصر واحد من أهم المعالم التاريخية الإسلامية
الواقعة في اسطنبول التركية، وهو مثل الجامع الأزرق وآية صوفيا، التي تعد شواهد
حية على عظمة وروعة المعمار العثماني، كما أنها تظل معالم تذكر العالم بقوّة وسطوة
الإمبراطورية في مرحلة ازدهارها.

/العُمانية/ النشرة الثقافية/ شيخة الشحية