قضايا وأفكار في الإعلام الدولي

عواصم في 24 يوليو /العُمانية/ تابعت وكالة
الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا متنوّعة تناولتها الصحف العالمية عبر
مقالات نُشرت في صفحاتها وتطرّقت إلى الذكاء الاصطناعي والصحافة، والحاجة الملحة
للتوجه نحو الطاقة المتجددة، إضافةً إلى مجموعة بريكس: بين الطموح الجيوسياسي
والتحديات الداخلية.
فقد نشرت صحيفة “ديلي صباح”
التركية مقالًا بعنوان: “الذكاء الاصطناعي والصحافة” بقلم الكاتب
“محمود أوزير” وهو وزير التعليم السابق في جمهورية تركيا.
وتناول الكاتب في مقاله تأثير الذكاء
الاصطناعي على الصحافة، مشيرًا إلى أنه رغم تعزيزه للكفاءة والإنتاجية، إلا أنه
يحمل مخاطر كبيرة مثل التحيز، والمعلومات المضللة، وتقويض التنوع الإخباري.
ويرى أن الذكاء الاصطناعي أداة تحويلية في
الصحافة، لكنه يحذر من الاعتماد المفرط عليه دون ضوابط، مؤكدًا أن استخدامه يجب أن
يكون مكملًا للعمل البشري وليس بديلًا عنه.
وأوضح الكاتب أن الذكاء الاصطناعي يشهدُ
انتشارًا واسعًا في الصحافة، حيث يُستخدم في جمع البيانات وتحليلها، وحتى كتابة
التقارير الإخبارية.
ويُسهم في رفع كفاءة الصحافة الاستقصائية
عبر تحليل كميات هائلة من المعلومات بسرعة، مما يُسهل كشف أوجه القصور والأنماط
الخفية في مجالات مثل السياسة والاقتصاد. كما يُساعد في تخصيص المحتوى وفقًا
لاهتمامات القارئ، مما يعزز من تفاعل الجمهور.
ويعتقد الكاتب أن هذه المزايا لا تخلو من
مخاطر، فالتخصيص المفرط للأخبار قد يحصر المستخدمين في “غرف الصدى” على
حد وصفه، حيث يتعرضون فقط لمعلومات توافق آراءهم، مما يُضعف التعددية الفكرية.
كما أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تُكرر
التحيزات الموجودة في البيانات التي تُدرّب عليها، مما يؤدي إلى نشر أخبار منحازة
عن قضايا العرق أو الدين أو ما شابه.
وبيّن أن أخطر ما في الذكاء الاصطناعي هو
قدرته على توليد محتوى زائف أو مضلل، سواء عبر “الهلوسة” (إنتاج معلومات
غير دقيقة) أو “التزييف العميق” (مقاطع فيديو مزيفة) إذ إن هذه التقنيات
تهدد مصداقية الصحافة وتزيد من انتشار الأخبار الكاذبة.
ودعا الكاتب إلى تعزيز الرقابة التحريرية
لضمان دقة المحتوى المُنتج بالذكاء الاصطناعي، وتدريب الصحفيين على استخدام الذكاء
الاصطناعي كمُعين وليس بديل، مع تطوير مهاراتهم لمواكبة التغيير، إضافةً إلى
الشفافية في الإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي، كما هو الحال في الأبحاث
الأكاديمية.
وقال في ختام مقاله: “رغم فوائده، يجب
التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر في الصحافة. فبدون ضوابط، قد يُهدد قيم المهنة
الأساسية مثل المصداقية والتنوع. الحل الأمثل هو دمجه بطريقة تعزز العمل الصحفي
البشري، مع الحفاظ على المساءلة والشفافية”.
من جانبه، طرح الكاتب “رايان
أمير” تساؤلًا في مقاله الذي نشرته صحيفة “ديلي ستار”
البنجلاديشية، مفاده: لماذا تدفع الأزمات العالمية العالم نحو الطاقة المتجددة؟
وبين في مقاله كيف تدفع الأزمات الجيوسياسية
والاقتصادية والمناخية العالم نحو تبني الطاقة المتجددة، ليس فقط لأسباب بيئية، بل
أيضًا لضمان الأمن والاستقرار العالمي.
ويرى الكاتب أن التحول إلى الطاقة المتجددة
أصبح ضرورة حتمية ليس فقط لمكافحة تغير المناخ، بل أيضًا لتجنب الصراعات المرتبطة
بالوقود الأحفوري، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه هذا التحول.
وأوضح أن الطاقة أصبحت في قلب الصراعات
العالمية، من حرب أوكرانيا إلى التوترات في الشرق الأوسط، حيث تُستخدم موارد النفط
والغاز كأسلحة جيوسياسية.
وأشار إلى أن مضيق هرمز، الذي يمر عبره 20%
من إمدادات النفط العالمية، يظل نقطة ساخنة تهدد استقرار الأسواق.
كما أن اعتماد أوروبا على الغاز الروسي كشف
مدى خطورة الارتباط بمصدر طاقة واحد، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تسريع
استثماراته في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأضاف أن في أفريقيا، أدى التنافس على النفط
والمعادن النادرة إلى تفاقم الصراعات.
وأكد الكاتب على أن الطاقة المتجددة قد تمثل
مخرجًا من هذه الدوامة، لأنها لا تخضع لسيطرة دول محددة، ولا يمكن قطع إمداداتها
كما هو الحال مع النفط.
واستعرض بعضًا من التحديات الرئيسة للتحول
إلى الطاقة المتجددة مثل المخاطر الجيوسياسية حيث من الممكن أن تقاوم الدول
النفطية هذا التحول، مما قد يزيد من عدوانيتها للحفاظ على نفوذها.
والتحدي الآخر بحسب الكاتب هو التكاليف
الاقتصادية والاجتماعية (قد يفقد عمال قطاع الوقود الأحفوري وظائفهم دون وجود
بدائل عادلة، مما يهدد بالاضطرابات الاجتماعية) إضافةً إلى تقلبات الطاقة المتجددة
إذ تحتاج إلى استثمارات ضخمة في تخزين الطاقة وتطوير الشبكات الذكية لتجنب انقطاع
الكهرباء.
وقال في ختام مقاله إنه رغم التحديات، فإن
التحول إلى الطاقة المتجددة لم يعد خيارًا، بل ضرورة لضمان أمن الطاقة والحد من
الصراعات. لكن نجاح هذا التحول يتطلب معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية
المرتبطة به، لضمان انتقال عادل ومستقر.
من جانب آخر، نشرت صحيفة “كوريا
تايمز” مقالًا بعنوان “بريكس: بين الطموح الجيوسياسي والتحديات
الداخلية” بقلم الكاتب “جون ميتزلر” وهو مراسل لدى الأمم المتحدة
يُغطي القضايا الدبلوماسية والدفاعية.
يناقش المقال قمة مجموعة بريكس (البرازيل،
روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) ودورها كبديل محتمل للنظام العالمي المهيمن
بقيادة الغرب، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه المجموعة، خاصة غياب
قادتها الرئيسيين وضعف التنسيق بين أعضائها.
ويرى الكاتب أن مجموعة بريكس تطرح نفسها
كقوة مضادة للغرب، لكنها تعاني من تناقضات داخلية، وضعف التمثيل الدبلوماسي في
قمتها الأخيرة، وتحديات اقتصادية وسياسية تواجه أعضاءها الرئيسيين مثل الصين
وروسيا.
واستفتح الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن
مجموعة بريكس عقدت قمتها الـ17 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية مطلع شهر
يوليو الجاري، وسط غياب لافت لقائديها الأبرز وهما الرئيس الصيني والرئيس الروسي.
وتحدث عن طموحات مجموعة بريكس وتحدياتها،
موضحًا أن المجموعة تسعى لتعزيز نفوذها بضم أعضاء جدد مثل مصر وإيران والإمارات،
وتقدم نفسها كبديل لمجموعة السبع، مدعية تمثيل “الجنوب العالمي”.
وفيما يتعلق بالتحديات، بيّن الكاتب أن
البرازيل-على سبيل المثال- رغم خطابها المعادي للغرب، فإنها تعتمد اقتصاديًّا على
الولايات المتحدة والصين معًا، في حين أن الهند تحافظ على موقف مستقل، وتطالب
بمقعد دائم في مجلس الأمن.
وأضاف أن الصين تعاني من أزمة ديون وعقارات،
بينما تواجه روسيا عقوبات دولية.
ونوه الكاتب إلى أن محاولات استبدال الدولار
في التجارة تواجه مقاومة من النظام المالي العالمي.
ويعتقد أنه رغم الطموح الجيوسياسي لمجموعة
بريكس، فإنها تظل مجموعة غير متجانسة، تعاني من تناقضات داخلية واعتماد بعض
أعضائها على الاقتصادات الغربية.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن نجاحها في تقديم نموذج
بديل للنظام العالمي مرهون بقدرتها على تجاوز هذه التحديات، وهو ما يبدو صعبًا في
المدى القريب.
/العُمانية/
أحمد صوبان