الحرف التقليدية لصناعة الشباك البحرية: رمز ثقافي يعكس الهوية التاريخية للبحر في أجواء الأشخرة

الحرف التقليدية لصناعة الشباك البحرية: رمز ثقافي يعكس الهوية التاريخية للبحر في أجواء الأشخرة

الأشخرة في 20 يوليو /العُمانية / يستقطب ملتقى “أجواء الأشخرة” الحرفيين
العمانيين الذين يعملون في الحرف المتنوعة للتعرف والترويج عليها حفاظاً على إرث
الأجداد المتمثل في حرفهم وصناعاتهم التي أنتجوها بأيديهم ومثّلت وسيلة للتكيف مع
البيئة ومصدر رزق لهم.

ومن أبرز هذه الحرف التقليدية العُمانية ” صناعة الشباك البحرية”
التي تسمى (غزل الليخ) التي يمارسها الصياد العماني منذ سنوات طويلة لصيد الأسماك
وما زالت موجودة حتى الآن في مختلف مناطق الساحلية العمانية.

وتستخدم هذه الحرفة بشكل واسع وتعرف بأسماء عديدة منها “الهيال”
و”المنصب” والضغوة” و”التحويط و”الغل” حسب
استخداماتها.

و”الليخ” يعد من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الصياد الحرفي
في صيد الأسماك، وهو عبارة عن شباك متعددة الفتحات تصنع بواسطة خيوط من النايلون
أو القطنية مقواة بحبل يؤطرها وتختلف سعة هذه الفتحات (العيون) وسمك الخيط تبعًا
لنوع وطريقة الصيد ونوعية الأسماك المراد صيدها، ويتراوح طول شباك الليخ بين 175
إلى 200 ياردة وفترة إنجازها تحتاج إلى 15 يوماً للشبك الواحد.

وتستخدم شباك (الليخ) في جميع محافظات سلطنة عُمان بشكل واسع وتعرف بأسماء
عديدة حسب استخدامها في الصيد منها: (شباك الهيال ـ شباك المنصب ـ شباك الضغوة ـ
شباك الحوي أو التحويط ـ شباك الغل)، حيث تتم طريقة الصيد بشباك الليخ عن طريق
قوارب الصيد الساحلي أو الحرفي الذي طرأت عليه في الآونة الأخيرة تطورات حديثة.

وصناعة هذه الشباك لها مواصفات بحيث يكون الصانع صيادًا ولديه خبرة كافية
وقياس محدد بأصناف الأسماك والمهارة في صنع فتحات الشباك التي تستلزم أن تكون ذات
قياس متساو بحيث يضع في أسفله الرصاص.

ومن أهم مكونات الليخ (مادة الفلين) التي تساعد الشباك على أن تطفو على سطح
البحر ويسمى ” الكرب” نسبة إلى كرب النخلة وهو الجزء المتين من جذع
النخلة وعندما يتمزق الليخ يحتاج إلى إعادة غزل من جديد.

ومن أنواع الشباك البحرية التي تستخدم في صيد الأسماك “شباك
الهيال” ويستخدم الصيادون هذه الطريقة بعد تطور قوارب الصيد في السبعينيات
وهي عبارة عن مجموعة من الشباك الخيشومية الموصولة في بعضها البعض وممدودة بشكل
طولي وتستخدم في اصطياد الأسماك السطحية بكافة أنواعها وأحجامها المختلفة, ويتراوح
طولها في قوارب الصيد الحرفي (السنبوق) بين 176 إلى 200 ياردة ويبلغ عدد فتحات
الشباك (العين) ما بين (100ـ120) فتحة.

أما “شباك الضغوة” وهي طريقة جماعية تتم بالقرب من الشاطئ ويسهم
في إنجازها مجموعة من الأشخاص ويتم التحويط على كمية الأسماك المراد اصطيادها بشكل
هلالي ويتم سحبها باليدين فيظل السمك حبيس الشباك حتى يلتقطه الصيادون ويمتد طول
الليخ “الضغوة” إلى نحو 600 باع وعرضه 12 باعا، والباع يساوي نحو مترين ومعظم
عمليات الصيد بهذه الطريقة هي لأسماك السردين (العومة).

وتختلف بعض مسميات طرق صيد الأسماك بين سكان أهالي البحر وتتفق في بعضها في
مختلف ولايات وقرى سلطنة عُمان، ومن أنواع الشباك البحرية “شباك المنصب أو
السب “يتم من خلاله صيد الجيذر والسهوة والكنعد وأنواع اخرى من اسماك السطح ،
كما من الشباك أيضا شباك “التحويط” (التدوير ـ الحوي) و”الشباك المخروطية”
(الغل) عبارة عن صيد الأسماك من الساحل مثل أسماك السردين أو البرية أو الروبيان.

/العُمانية/ نشرة المحافظات

طلال الحارثي / علي برياء