قضايا وآراء في الإعلام العالمي

قضايا وآراء في الإعلام العالمي

عواصم في 17 يوليو /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا متنوّعة تناولتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها، وتطرّقت إلى مخاطر التوتر والإجهاد، ودور ريادة الأعمال في بناء مستقبل أفضل، بالإضافة إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي.
فقد نشرت صحيفة “ذا نيتشر” البريطانية مقالًا بقلم الكاتبة “لين بيبلز” تناولت فيه موضوع مخاطر التوتر والإجهاد المستمر، وأهمية العلم في هذا الصدد. استهلّت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الأبحاث على مدى عشرات السنوات أظهرت أنه على الرغم من أن نوبات التوتر القصيرة يمكن أن تكون صحية، إلا أن التوتر المستمر يساهم في أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية واضطرابات الجهاز التنفسي وزيادة نسب الانتحار وأسباب الوفاة الرئيسية الأخرى.
وأضافت أن التوتر المطوّل يؤدي في بعض الحالات إلى ظهور مشاكل صحية، وفي حالات أخرى يعجّل بمرض ما أو يدفع إلى سلوكيات تعامل غير صحية تساهم في أمراض مزمنة. وأشارت إلى أن التوتر بين الناس في ازدياد أيضًا.
وفي هذا السياق، اقتبست الكاتبة ما أشار إليه ديفيد ألميدا، عالم النفس التنموي في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، والذي يدرس التغيرات التاريخية في التوتر بالإضافة إلى الضغوطات اليومية، حيث أكد أن التوتر زاد عالميًّا خلال الركود الاقتصادي من 2007 إلى 2009 وخلال جائحة كوفيد-19.
ويرى عالم النفس ديفيد ألميدا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن التوتر لدى الناس عالميًّا لم يعد في مستوياته السابقة. يقول ألميدا: “في أي وقت يكون هناك عدم يقين في المجتمع، نرى زيادة في تقارير التوتر”، ويضيف أن عدم اليقين يمكن أن يزيد من استجابة الناس بشكل سلبي أكثر للضغوطات التي تكون عادةً بسيطة مثل الوقوع في ازدحام مروري، على سبيل المثال.
ونوّهت الكاتبة إلى أنه على الرغم من أن الناس يميلون إلى إدراك مستويات توترهم، إلا أنهم غالبًا لا يعرفون ما يجب فعله حيال هذا التوتر.
وأضافت أنه قد يوصي بعض الأطباء بمغادرة وظيفة مرهقة أو الخضوع للعلاج بالكلام أو تحسين النوم والتغذية، لكن هذه الخيارات ليست دائمًا متاحة في كل الحالات ولجميع الناس.
وشددت على أنه، في الواقع، يواجه العديد من الأفراد الذين يعانون من أكبر الضغوطات أيضًا أكبر العوائق أمام تلقي أو تبنّي العلاج المناسب، في وقت تتزايد فيه نسب الناس الذين يفتخرون بقدرتهم على تحمّل العديد من المطالب، والذين يعتبرون الإجهاد العالي بمثابة وسام شرف.
وفي ختام مقالها، أكدت الكاتبة أن ألميدا وباحثين آخرين في هذا المجال يحاولون تغيير التفكير السائد حيال التوتر والإجهاد العالي، وذلك بالدفع قدمًا نحو تطوير أدوات التقييم والمزيد من التقدم في علم الإجهاد، للوصول في نهاية المطاف إلى إجابات حول “متى يتحول الإجهاد الجيد إلى سيئ؟”، والإجابة على سؤال “كيف يمكننا التدخل بفعالية؟”، إذ إن الفهم الأمثل للإجهاد والتوتر قد يغيّر الرعاية الصحية جذريًّا.
قبل أكثر من ألفي عام، حوّل رواد أعمال طريق الحرير التجارة الإقليمية إلى شبكات تبادل عالمية. لم تُمكّن مشاريعهم من تدفّقات غير مسبوقة للسلع والأفكار والتقنيات فحسب، بل ربطت أيضًا الثقافات وطوّرت الحضارات، وأوجدت فرصًا للتنمية البشرية والتقدّم.
في هذا السياق، نشرت صحيفة (تشاينا ديلي) الصينية مقالًا بعنوان “ريادة الأعمال كفيلة ببناء مستقبل أفضل”، بقلم الكاتبة “ما شويجن” (رئيسة قسم الصين الكبرى في المنتدى الاقتصادي العالمي). قالت الكاتبة في مستهل مقالها إنه، في ظل تصاعد التوترات التجارية والجيو-اقتصادية والظواهر الجوية العنيفة والتمييز الاجتماعي والتغيرات التكنولوجية، قد تبدو التوقعات العالمية أكثر غموضًا من أي وقت مضى، لكن غالبًا ما تزدهر ريادة الأعمال في الأوقات الصعبة، مما يتسبّب في تحوّلات حول رؤيتنا للعالم.
وشددت على ضرورة أن ترتكز الرؤية والاستراتيجية على القيم والأخلاق والهدف، في الوقت الذي يُسخّر فيه رواد الأعمال تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لاكتساب مزايا نسبية وربط الابتكار بصفات إنسانية بالتواصل الهادف.
وأضافت أنه، في مواجهة أزمة المناخ، وفي سياق إطلاق العنان للنمو والازدهار في العصر الجديد، فقد بات من الواجب على القادة تسخير قدرتنا الجماعية على الإبداع والتعاون، والمشاركة في ابتكار أساليب جديدة للإنتاج والاستهلاك تتوافق بشكل أفضل مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأوضحت الكاتبة أن ريادة الأعمال القادرة على الصمود أمام التحديات تتجه نحو خدمة الإنسانية، وأن رواد الأعمال ذوي الرؤى المستقبلية يدركون أن استمرار الأعمال على المدى الطويل يتطلّب مواءمة الربح مع الهدف؛ أي دمج النجاح التجاري مع الالتزام بالصالح العام.
وأفادت الكاتبة بأن رواد الأعمال الصينيين طوّروا صناعة عالمية في مجال السيارات الكهربائية، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز التحوّل إلى الطاقة الخضراء، وبيّنت أن الصين أنتجت أكثر من 70% من السيارات الكهربائية في العالم في عام 2024.
وترى الكاتبة أن التقنيات قد تفاقم الانقسامات العالمية، لكنها يُمكن أن تُسهم أيضًا في تحقيق المساواة بشكل كبير، حيث تُتيح منصات التعليم الرقمي إمكانية توفير المعرفة للجميع، وتكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.
وأكدت أن حالات الطوارئ المناخية والاضطرابات التكنولوجية التي تُشكّل تحدياتٍ نظامية تتطلّب أشكالًا جديدة من الابتكار والتعاون عبر السياسات والتمويل.
وأشارت الكاتبة إلى أن السياسات الواعية تُعدّ محفّزًا أساسيًّا لتحوّل السوق، وضربت مثلًا على ذلك بالصفقة الصناعية النظيفة للمفوضية الأوروبية، مُبيّنةً أن هذه الصفقة أثبتت أن التنظيم يمكن أن يُساعد في تحقيق الاستدامة من خلال جعل إزالة الكربون قوة دافعة للنمو الصناعي في أوروبا.
واختتمت الكاتبة مقالها بأن بناء عصر جديد مزدهر يتطلب حوارًا مفتوحًا وشراكات قوية بين القطاعين العام والخاص، وأن فرص النجاح تعتمد على مواصلة تعزيز ثقافة المنفعة المتبادلة، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع.
وبيّنت أن المنتدى الاقتصادي العالمي يسعى إلى إعادة إحياء روح الاستكشاف من خلال الحوار بين القطاعين العام والخاص، وتحويل “شجاعة ريادة الأعمال” إلى تكنولوجيا أخلاقية ونمو مستدام ومرن.
تُعتبر منطقة الشرق الأوسط دومًا حاضرة على الساحة العالمية، بل وتلعب دورًا محوريًّا في تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي، لا سيما في قطاعات الطاقة والتمويل والبناء، على الرغم من التحديات الجيوسياسية التي تواجه المنطقة.
في هذا السياق، نشر الكاتب “ريتشارد ستير” (رئيس شركة “غليدز العالمية” للعقارات) مقالًا بعنوان “شرق أوسط مرن ومتقلّب وقابل لإعادة صياغة نفسه”. المقال أصدرته مجلة “جلوبال كونستركشن”، وهي منصة إخبارية متخصصة في قطاع الإنشاءات والعقارات، ومقرها لندن.
قال الكاتب في مستهل مقاله إنه من المهم أن ندرك أنه لا توجد سوق واحدة في “الشرق الأوسط”، إنما مزيج من اقتصادات مختلفة، كل منها يتشكّل تحت ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية فريدة.
وأضاف أن هناك اختلافات في ميزان النشاطات الاقتصادية والتنموية بين دول الشرق الأوسط، وقال إنه، إذا قارنا أوضاع هذه الدول، نجد أن الاختلاف يكمن في نضج قطاعات البناء ومصادر التمويل وديناميكيات الاستثمار.
وأوضح أنه، بينما تسير عمليات الاستثمار والتنمية في بعض هذه الدول بشكل سريع، مدعومةً ببنية أساسية راسخة ورؤية أكثر عولمة، تواجه بعض دول الشرق الأوسط بعض التحديات، لكن على الرغم من هذه الاختلافات، هناك سمة واحدة تجمع أسواق المنطقة، وهي رغبتها الدائمة في التطوير.
وأضاف أنه، بناءً على هذه الرغبة، تشهد بعض هذه الدول نشاطًا اقتصاديًّا مستمرًا، ويتدفق رأس المال العقاري من الهند والمملكة المتحدة وروسيا والصين، وهو ما يشكّل دليلًا على أن هذه الدول تُعتبر ملاذًا منظمًا وآمنًا ومستقرًّا سياسيًّا للثروة العالمية.
وأشار إلى أن طموح بعض الدول في المنطقة لا يزال جريئًا، لكن هذا الطموح يخضع لإعادة تقييم بعدما تحوّل الحماس الأولي إلى نهج أكثر تحفظًا، مع الأخذ بالاعتبار أن دول المنطقة تركّز على التنويع الاقتصادي من خلال دعم القطاعات ذات الأولوية في جذب الاستثمارات وجلب الكفاءات الماهرة.
وذكر الكاتب أن من بين التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط ارتفاع التكاليف في ظل المعاناة الإنسانية، لأن الصراع الجيو-سياسي له عواقب مباشرة على اقتصاديات التنمية.
وأشار في هذا السياق إلى أن الحرب المدمّرة في غزة أحدثت “صدمات في الأسعار”، وهذا بدوره له تأثيرٌ متتالٍ على بعض المشاريع، ولو بشكل مؤقت.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال مصدر جذب لرأس المال.
وبيّن أنه، بينما تواصل أوروبا والولايات المتحدة فرض عقوبات على روسيا، ومواجهة ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ النمو، تُقدّم دول الخليج بديلًا جذابًا يتميّز بقيود تجارية أقل، وعوائد تنافسية أكثر، ومخاطر سياسية منخفضة نسبيًّا.
/العُمانية/

عبدالرحيم بشارة/ أنس البلوشي