“إيقاعات الطبل المتنوعة”.. زهير كريم يستحضر الحرب من خلال سرد كثيف مليء بالذكريات.

“إيقاعات الطبل المتنوعة”.. زهير كريم يستحضر الحرب من خلال سرد كثيف مليء بالذكريات.

عمّان، في 8 يوليو /العُمانية/ تصوغ
مجموعة “تنويعات إيقاعية على الطبل” للقاص العراقي زهير كريم، المقيم في
الدنمارك، سردًا يهيمن عليه حضور الحرب بوصفها الثيمة المركزية، حيث تتعدّد
تجلياتها بين مشاهد القتال، والذكريات، والانفعالات النفسية العميقة.

وتضم المجموعة، الصادرة عن “الآن
ناشرون وموزعون” في الأردن، ثلاثين قصة قصيرة أطلق عليها المؤلف تسمية “حركات”،
لتُشكّل معًا بناءً سرديًّا متسلسلًا يشبه إيقاع الطبل المتواصل، وفق ما جاء في
تقديمه: “تشبِهُ الحكاياتُ في هذا الكتابِ قرْعَ الطبول. وهي حركاتٌ مستقلةٌ،
لكنها في اجتماعها تُشَكِّلُ لحنًا لا ينقطع”.

ويُهدي كريم الكتاب إلى ذاته الجندية،
مُستحضرًا صدمة الحرب الدائمة التي لم تهدأ على مر السنوات، في إشارة إلى امتداد
آثار التجربة النفسية والمعنوية: “إلى زهير كريم، الجنديِّ القديمِ الذي
يَقرَعُ في رأسِهِ ضاربُ طبلٍ لم تأخُذْهُ على الرغم من كلِّ هذه السنوات سِنةٌ من
نوم”.

وتنقل القصص القارئ عبر مفاصل من
تاريخ الحرب، بدءًا من الأزمنة البعيدة إلى العراق الحديث، بلغة مكثفة تجمع بين
الواقعية والتأمل. وتتخلل النصوص مشاهد ذات طابع إنساني عميق، تكشف عن هشاشة
الإنسان أمام الموت والفقد، كما في إحدى القصص التي يقول فيها: “لم أفهم
بالبداية الرطوبة واللزوجة التي اخترقت قميصي وسالت على بطني! كان الدم ينزف من
رأسه، لم يقل آه، لم يصدر عنه أيّ رد فعل”.

ولا تقتصر المجموعة على الجانب الحربي
الصرف، بل تمتد إلى مفاهيم الحبّ والقدر والقلق الوجودي، حيث تتفاعل الشخصيات مع
محيطها وأزماتها الداخلية، في بناء قصصي يرصد أثر الحرب في تشظي الذات واهتزاز
المعنى.

وتُعد المجموعة إضافة إلى رصيد زهير
كريم في مجال القصة القصيرة، الذي يتميز بتناول الواقع العراقي من زاوية ذاتية
وشعرية، تستند إلى معايشة حقيقية وتحويل أدبي رفيع.

/العُمانية/

أمل السعدية