قلعة عجلون: رمزٌ تاريخيّ ومكان سياحيّ في شمال الأردن

قلعة عجلون: رمزٌ تاريخيّ ومكان سياحيّ في شمال الأردن

عمّان، في 7 يوليو /العُمانية/ تُعد قلعة
عجلون الواقعة شمال المملكة الأردنية الهاشمية من أبرز المعالم الأثرية التي تختزل
في طياتها فصولًا من التاريخ العربي الإسلامي، حيث تجمع بين العمارة العسكرية
الفريدة والموقع الطبيعي البديع، ما يجعلها وجهة مفضلة للزوار من داخل الأردن
وخارجه، خصوصًا في فصل الصيف.

وقد شُيّدت القلعة التي تُعرف أيضًا باسم
“قلعة الربض” في العام 1184م بأمر من القائد عز الدين أسامة، أحد أبرز
قادة صلاح الدين الأيوبي، وذلك بهدف حماية طرق التجارة والحج، ومراقبة تحركات
الجيوش الصليبية. وأقيمت القلعة فوق قمة جبل مرتفع تُحيط به غابات كثيفة، وتُشرف
على وديان وتلال ممتدة، ما أكسبها أهمية استراتيجية ودفاعية كبرى.

وتتميز القلعة بتصميمها المعماري الذكي
الذي يراعي متطلبات الحماية والمراقبة، حيث تتضمن خندقًا عميقًا وجسرًا خشبيًّا
متحركًا وأبراجًا للمراقبة موزعة في زواياها الأربع، فضلًا عن شبكة من الممرات
الضيقة الداخلية، إلى جانب مرافق لتخزين الماء والطعام تحسبًا لأي حصار محتمل.

ويستكشف الزائر عند دخوله القلعة عددًا
من الغرف التي كانت تُستخدم لسكن الجنود أو لتخزين المؤن، إلى جانب مسجد صغير
وفتحات في الجدران كانت تُستخدم لرمي السهام، وتُطل اليوم على مشاهد بانورامية
للجبال والغابات، خاصة وقت الغروب. كما تضم القلعة متحفًا صغيرًا يحتوي على قطع
فخارية ومعدنية وأسلحة قديمة تعكس طبيعة الحياة في العصور الماضية.

وقد شهدت القلعة عبر تاريخها مراحل توسعة
من قِبل المماليك، قبل أن تتعرض لإهمال خلال الحكم العثماني، ثم لزلزالين مدمرين
في القرنين التاسع عشر والعشرين. وتمت لاحقًا إعادة ترميمها وتهيئتها لاستقبال
الزوار، لتصبح اليوم من أبرز المواقع السياحية في الأردن.

وتُوفر قلعة عجلون للزائرين تجربة سياحية
متكاملة تجمع بين سحر التاريخ وجمال الطبيعة، إلى جانب الاستمتاع بركوب
“التلفريك” الذي تم تدشينه حديثًا ليوفر إطلالة بانورامية على القلعة
والمنطقة الجبلية المحيطة بها، فضلًا عن إمكانية اقتناء منتجات تقليدية من الحرف
المحلية.

/العُمانية/ النشرة الثقافية / أمل
السعدية