“المرافقة: من الدعم إلى إنشاء المعاني” – كتاب يستكشف طرق تقديم الدعم النفسي.

“المرافقة: من الدعم إلى إنشاء المعاني” – كتاب يستكشف طرق تقديم الدعم النفسي.

الجزائر في 7 يوليو/ العُمانية/ يستعرض
كتاب “المرافقة.. من الدعم إلى بناء المعنى”، للدكتورة حنيفة صالحي،
مفهوم المرافقة من جوانب متعددة، بما في ذلك مصطلحاتها، ومفاهيمها المتنوعة عبر
الثقافات، وتحدياتها، وآلياتها، ومستلزماتها، وأخلاقياتها، إضافةً إلى دورها
المحوري في التدخلات الإنسانية.

وينطلق الكتاب من تحليل المخاطر
والتحديات التي تميّز هذا العصر، موضّحًا كيف يمكن للمرافقة أن تسهم في دعم
الأفراد والمجتمعات لمواجهة هذه التحديات، من خلال البحث عن المعنى لحياتهم
ووجودهم بالاعتماد على العلاقات الاجتماعية.

وفي هذا السياق يربط الكتاب المرافقة
بسيرورة التغيير، بدءًا من التربية ودعم نمو الأطفال وصولًا إلى تعزيز مهارات
التكيف وبناء الهوية. ويدعّم هذا الطرح باستعراض تطبيقاتها في مجالات متعددة، مثل
التعليم، الصحة، الدعم النفسي والاجتماعي، والمجال المهني.

ويتضمن الكتاب في نهايته، نماذج تطبيقية
لتقييم فعالية المرافقة، مقترحًا منهجيات وأساليب قياس تجمع بين التحليل الكمي
والنوعي. ويبرز أهميتها كأداة فعّالة في تمكين الأفراد وتعزيز جودة حياتهم، مما
يجعله مرجعًا مهمًّا للباحثين والممارسين والمهتمين بفهم المرافقة كأداة للتغيير
الإيجابي وتعزيز التدخلات الإنسانية في مختلف المجالات.

وقالت الدكتورة حنيفة صالحي، في حديث
لوكالة الأنباء العُمانية: “يهدف الكتاب إلى استكشاف أبعاد المرافقة النفسية
ودورها الحيوي في دعم الأفراد في مختلف الوضعيات الإنسانية، ويتناول الفصل الأول
منه المخاطر والتحديات التي نواجهها، وكيف يمكننا التعايش والتكيف مع متطلبات
التغيير. ويشرح العلاقة بين الأزمات والتغييرات الاجتماعية والنفسية، وكيفية
مرافقة الأفراد خلال هذه العمليات الانتقالية”.

وأضافت: “يركز الفصل الثاني في
الكتاب على مفهوم المرافقة كممارسة إنسانية تهدف إلى مساعدة الأفراد في إيجاد
المعنى في حياتهم. ويستعرض كيف يختلف هذا المفهوم بين الثقافات المختلفة، مع
التركيز على النظرة المقارنة بين المنظور الإسلامي والثقافة الغربية، بالإضافة إلى
الأخلاقيات المرتبطة بعملية المرافقة”.

أما في الفصل الثالث، فتركز الباحثة على
كيفية تطبيق المرافقة النفسية في مجالات التدخلات الإنسانية، وكيف يمكن أن تسهم في
مشروعات التغيير ودعم الأفراد في وضعياتهم الإنسانية المختلفة.

وتناولت في الفصل الرابع، البعد التقني
في عملية المرافقة، ووضحت أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل المرافقة
عن البعد الانفعالي؛ ولذا التأسيس للعلاقة بين المرافِق والمرافَق مهمة جدا وهي
حجر الزاوية في العملية ككل. ومن الضروري الاعتماد على خطاب الشخص المستفيد من
المرافقة وتحديدا على العناصر المتكررة في خطابه وفي طلبه مثل خيبات الأمل أو
المسرات أو الطموحات، ومن خلال هذه العناصر استنباط الشحنة العاطفية المرتبطة
بالأحداث لأن هذه العناصر هي التي تعكس القيم العميقة التي تنبني عليها حياة
الفرد، وكل قيمة لا يتّم تحقيقها أو احترامها وربما حتى الدوس عليها ستشكّل جرحًا
عميقًا وعائقًا لتطوير الذات وتجويد الحياة. وبالتالي فإن هذه الثلاثية: العناصر
المتكررة – الخيبات والمسرات – الشحنات العاطفية المرتبطة بالأحداث هي القاعدة
التي تُبنى عليها كل تدخلات المرافقة”.

وأشارت إلى أن الكتاب يستند إلى نماذج
نظرية متعددة، مثل نموذج كاركوف، ونموذج كوران، ونموذج إيفون سان أرنو، مما يوفّر
للقارئ أدوات لفهم كيفية تحقيق فعالية المرافقة النفسية. ويهدف إلى إبراز دور
الأخصائيين النفسيين، والمتطوعين، والفاعلين في المجال الإنساني في تقديم الدعم
النفسي بطرق تحترم كرامة الإنسان وتراعي خصوصية كلّ حالة.

وأكدت الباحثة أن الكتاب موجَّه لكل من
يسعى إلى فهم أعمق للمرافقة النفسية، سواء كان متخصّصًا في علم النفس، أو عاملًا
في المجال الإنساني، أو مجرد شخص مهتم بتعزيز ثقافة الدعم النفسي في مجتمعه. وذكرت
أن الفكرة المحورية لتأليفه، هي أن المرافقة فعل يومي يجب أن نمارسه مع كل من
يحيطون بنا ويجب أن نطلبه من كل شخص ثابت ومتوازن في ظل وجود مجتمعات كثرت
مؤسساتها وقلّ تعاضد أفرادها، وهي نافذة صغيرة مفتوحة يُطِلّ منها كل من يؤمن بأن
الكلمة الطيبة، والإصغاء العميق، والدعم النفسي الهادف يمكن أن يكون شعاع أمل في
أحلك الظروف”.

/العُمانية/ النشرة الثقافية/أصيلة سليمان