جائزة صحار للبحوث والدراسات النقدية.. تعزيزٌ للهوية الثقافية العُمانية والبحث العلمي

صحار في 30 يونيو /العُمانية/ تُعد
“جائزة صحار للدراسات البحثية والنقدية” إحدى المبادرات الثقافية
النوعية في سلطنة عُمان التي تهدف إلى ترسيخ الهُوية الثقافيّة العُمانية وتعزيز
حضورها في الأوساط البحثية محليًّا ودوليًّا، من خلال تحفيز الكُتّاب والباحثين
على تناول موضوعات ترتبط بالثقافة والتاريخ العُماني بأساليب علمية ومنهجية دقيقة.
وتتمثل الرؤية العامة للجائزة في نشر
الوعي والمعرفة حول الهُوية الثقافية العُمانية في مختلف المحافل، بما يعزز حضورها
المعرفي ويكرّس قيم الانتماء والاعتزاز بالخصوصية الحضارية لسلطنة عُمان.
وتأتي هذه الجائزة، التي تُنظّمها وزارة
الثقافة والرياضة والشباب، وانطلاقًا من أهداف ومحاور الاستراتيجية الثقافية
للوزارة، لتركز على إثراء البحث العلمي في الحقول الأدبية والتاريخية وغيرها من
المجالات المتصلة بسلطنة عُمان. ويُعد بُعْدها الدولي إضافة نوعيّة، إذ تُتاح
المشاركة فيها للباحثين من مختلف الجنسيات، شريطة أن تُقدَّم الأعمال باللغة
العربية.
وتسعى الجائزة على المدى البعيد إلى
ترسيخ الأدب والتاريخ العُمانييْن في الفضاءين العربي والأكاديمي من خلال تشجيع
الدراسات التي تتناول مصادر تاريخية متنوّعة، وتقديم قراءات نقديّة لها، ما يسهم
في إنتاج معرفة جديدة أو تصويب مفاهيم تاريخية قائمة.
وقد اختير موضوع الدورة الحالية للجائزة
بعنوان “قراءات نقدية في مصادر التاريخ العُماني”، ليشكّل نقلة نوعية من
النقد الأدبي إلى البحث التاريخي، ويُتيح المشاركة لفئات أوسع من الباحثين
المختصين في التاريخ والدراسات الإنسانية، استكمالًا لما طُرح في الدورات السابقة.
وتعتمد الجائزة رؤية شاملة للمصدر
التاريخي، تشمل الوثيقة والمخطوطة، إضافة إلى القصيدة والتاريخ الشفهي وغيرها، ما
يفتح المجال أمام الباحثين لاستكشاف مساحات جديدة في الكتابة التاريخية وتحقيق
التراكم العلمي.
كما تُسهم الجائزة في تعزيز التفاعل بين
المجتمع الأكاديمي المحلي والدولي، إذ تُوجَّه الدعوة للمشاركة إلى الجامعات
ومراكز البحوث عبر قنوات رسمية، منها جامعة الدول العربية والأمانة العامة لمجلس
التعاون لدول الخليج العربية، بما يُرسّخ حضور سلطنة عُمان في الحوارات الثقافيّة
الإقليميّة والدوليّة.
ويخضع تقييم الدراسات المشاركة لمعايير
علمية دقيقة تضعها لجنة تحكيم متخصصة من الأكاديميين البارزين في مجالات التاريخ
والنقد، ويتم فرز الأعمال وتحكيمها وفقًا للمنهجيات المعتمدة، بما يضمن جودة
المخرجات البحثية والعدالة في اختيار الفائزين.
ويُشترط في الأعمال المقدّمة أن تكون غير
منشورة، وأن تتناول واحدًا أو أكثر من مصادر التاريخ العُماني، وأن تُكتب باللغة
العربية. وتُرحّب الجائزة باستخدام مختلف المناهج البحثية، ما دام ذلك يسهم في
إنتاج أعمال تضيف إلى المعرفة التاريخية.
ومن الجدير بالذكر أن الجائزة لا تقتصر
على الأكاديميين، بل تشمل أيضًا الباحثين المستقلين وطلبة الدراسات العليا،
إيمانًا بأهمية توسيع دائرة الممارسة البحثية.
وفي الدورات السابقة، فاز بالمراكز
الأولى باحثون من سلطنة عُمان وعدد من الدول العربية، ما يؤكد على طابعها العربي
وانفتاحها على التجارب البحثية المتعددة.
يُشار إلى أن الجائزة تطبع الدراسات
الفائزة في المراكز الثلاثة الأولى وتُصدرها في كتب علمية تُعرض في معارض الكتاب
المحلية والدولية، لتعزيز حضورها في الساحة المعرفية.
وتُمثل “جائزة صحار للدراسات
البحثية والنقدية” خطوة مهمّة في مسار دعم الإنتاج العلمي الموجّه نحو
الثقافة العُمانية، بما ينسجم مع مستهدفات “رؤية عُمان 2040” في بناء
مجتمع معرفي متجذر في هُويته، ومتصل بالعالم فكريًّا وأكاديميًّا.
/العُمانية/النشرة الثقافية/
أمل السعدية