بين النقد والنقد المعاكس: تحليل متعمق لظاهرة النقد التفاعلي الرقمي

بين النقد والنقد المعاكس: تحليل متعمق لظاهرة النقد التفاعلي الرقمي

رام الله في 30 يونيو / العُمانية / صدر حديثًا للناقد الفلسطيني فراس حج محمد كتابٌ نقدي بعنوان “في النقد والنقد المضاد”، يتناول فيه ظاهرة “النقد التفاعلي” التي برزت بشكل لافت في الفضاءات الرقمية، متخذًا من الجدل الذي أثاره أحد مقالاته النقدية نموذجًا حيًّا لتحليل مكونات هذه الظاهرة وتفاعلاتها وتحدياتها.
يُعد هذا الإصدار مساهمة نوعية في تأطير التحولات الجديدة التي طرأت على الممارسة النقدية، حيث افتتح المؤلف كتابه بمقدمة صيغت بواسطة الذكاء الاصطناعي، تؤسس لمفهوم “النقد التفاعلي على الفيسبوك”، باعتباره صوتًا جماعيًا يتنامى في فضاء رقمي متغير، ولم يعد حكرًا على النقاد المختصين، بل أصبح أداة بيد الجمهور لإبداء الرأي وبناء النقاشات الثقافية المفتوحة.
ويسلط الكتاب الضوء على الجوانب الإيجابية لهذا النمط النقدي، مثل تعزيز الوعي الثقافي، وفتح فضاءات الحوار، والمشاركة الشعبية في التقييم والمساءلة، دون أن يغفل في الوقت نفسه التحديات المصاحبة له، ومنها الاستقطاب، والتنمر الرقمي، وسطحية بعض التفاعلات، والتأثير السلبي للخوارزميات على تنوع الآراء.
وينقسم الكتاب إلى محورين متداخلين؛ الأول يتناول ظاهرة النقد التفاعلي من حيث أشكالها وآلياتها، ودورها في تكوين رأي عام ثقافي مؤثر عبر المنصات الاجتماعية، فيما يركز المحور الثاني على “نقد النقد” نفسه، مستعرضًا الجدل الذي أثارته مقالة للمؤلف حول كتاب “المشهد الروائي الفلسطيني” للروائي محمود شقير، بوصفه نموذجًا لتفاعل الجمهور والنخب مع العمل النقدي ذاته.
ويستعرض الكاتب مجموعة من الردود والتعليقات التي كُتبت على هامش المقالة الأصلية، موثقًا حالة التلقي النقدي في الفضاء الرقمي، ومشيرًا إلى نزعة الانحياز العاطفي لدى البعض على حساب الموضوعية، وهو ما يطرح تساؤلات عن طبيعة التفاعل الثقافي الإلكتروني وحدود المسؤولية الأخلاقية في النقاشات الأدبية.
ويمثّل كتاب “في النقد والنقد المضاد” توثيقًا نقديًا وتحليليًا لحالة معاصرة تشهدها البيئات الثقافية الجديدة، ويدعو إلى التفاعل الواعي والرصين مع المحتوى الأدبي، مؤكدًا أهمية الموازنة بين حرية التعبير والمسؤولية في فضاءات الرأي العام الرقمية.
/ العُمانية / النشرة الثقافية / أمل السعدية