الأمم المتحدة تحتفل بالذكرى الثمانين لتوقيع ميثاقها

الأمم المتحدة تحتفل بالذكرى الثمانين لتوقيع ميثاقها

نيويورك في 26 يونيو /العُمانية/ احتفت الأمم المتحدة، اليوم، بالذكرى الثمانين لتوقيع ميثاقها؛ وذلك تأكيدًا على أهميته التأسيسية لتحقيق السلام والتنمية وحقوق الإنسان، وعلى كونه وثيقة قانونية تلزم جميع الدول الأعضاء بالمبادئ والالتزامات المنصوص عليها فيه.
وبهذه المناسبة أشار رئيس الجمعية العامة فيليمون يانغ إلى أن إحياء الذكرى اليوم يأتي في سياق منعطف مؤلم للغاية في حياة هذه المنظمة حيث تحتدم الصراعات في مناطق متعددة على مستوى العالم وتظهر من جديد جراح تاريخية لم تندمل بعد وتعود القومية المتطرفة بقوة.
وأوضح: “لقد اختارت بعض الدول المهمة القوة بدلًا من الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وهذا وضع بالغ الخطورة”.
وأضاف يانغ أن الأمم المتحدة على مدى ثمانية عقود كانت في صميم استجابة البشرية لأكبر تحدياتها وصاغت أجندة عالمية تتطلع إلى “السلام والتنمية والكرامة ليس كأحلام للبعض بل كوعود للجميع”.
وشدد على أنه يتعين على المنظمة إجراء إصلاحات لزيادة فعاليتها حيث إن “مصداقية الأمم المتحدة والنظام المتعدد الأطراف الذي تجسده تعتمد على قدرتها على التكيف مع واقع عصرنا”.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه بعد مرور 80 عامًا على توقيع الميثاق يشهد العالم “اعتداءات على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لم يسبق لها مثيل”، داعيًا جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بروح الميثاق ونصه، “والمستقبل الذي يدعونا لبنائه من أجل السلام والعدالة والتقدم ومن أجلنا نحن الشعوب”.
وتابع غوتيريش: إن الميثاق “منحنا الأدوات اللازمة لتغيير المصائر وإنقاذ الأرواح وبثِّ الأمل في أكثر بقاع العالم يأسًا”، إلا أن العالم اليوم يشهد “التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد الدول ذات السيادة وانتهاك القانون الدولي واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية وتحويل الغذاء والمياه إلى سلاح وتآكل حقوق الإنسان”.
وأضاف: “نرى نمطًا مألوفًا للغاية؛ اتباع الميثاق عندما يكون مناسبًا، وتجاهله عندما لا يكون كذلك… ميثاق الأمم المتحدة ليس اختياريًا؛ إنه ليس قائمة حسب الطلب. بل هو أساس العلاقات الدولية، لا يمكننا ولا يجب علينا تطبيع انتهاكات أبسط مبادئه”.
وشدد الأمين العام على أن الأمم المتحدة كانت قوة بناء “في عالم غالبًا ما اتسم بالدمار” وساحة التقاء يمكن فيها “لأشرس المنافسين أن يجتمعوا لحل المشكلات العالمية”.
وأكد أن المنظمة كانت منبرًا تسمع فيه أصوات الناس في كل مكان وهيئة يمثل فيها “الأصغر إلى جانب الأقوى” ومحركًا للتقدم في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والعمل الإنساني.
كما نبّه على أنه يجب الآن أكثر من أي وقت مضى احترام القانون الدولي وإعادة الالتزام به قولًا وفعلًا للتكيف مع العالم الرقمي متعدد الأقطاب بشكل متزايد والاستجابة للصدمات العالمية بوحدة وعزيمة “ولتحديث كيفية عملنا وبناء تعددية أقوى ومتجددة وشاملة ومتشابكة تتكيف مع القرن الحادي والعشرين”.
وبصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي لشهر يونيو؛ أكدت سفيرة غيانا، /كارولين رودريغيز-بيركيت/ أن الأثر الإيجابي للأمم المتحدة “لا يمكن إنكاره”، لافتة إلى أن دول العالم كبيرها وصغيرها تواصل العمل من خلال المنظمة لمواجهة التحديات العالمية المعقدة من الحفاظ على السلام والأمن الدوليين إلى تعزيز التنمية وحقوق الإنسان وتنسيق المساعدات الإنسانية.
وأضافت: “ينبغي أن تكون المبادئ المنصوص عليها في الميثاق دليلًا وتذكيرًا لنا بأن السعي الإنساني الدؤوب لتحقيق السلام والنهوض بأوضاعنا هما قضيتان نتشاطرهما جميعًا”.
وأكدت رودريغيز-بيركيت على ضرورة استمرار العمل الجماعي لضمان الامتثال الكامل لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي “كوسيلة للحفاظ على النظام الدولي الذي عملنا جاهدين لبنائه على أساس السلام”.
/العُمانية/

خميس الصلتي