مواضيع وآراء في الإعلام العالمي

عواصم في 23 يونيو /العُمانية/تابعت وكالة
الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا متنوّعة تناولتها الصحف العالمية عبر
مقالات نُشرت في صفحاتها وتطرّقت إلى سُبل إنهاء استخدام البلاستيك،
والاستراتيجيات الإنمائية في ظل قضية المناخ إضافةً إلى دروس من الصحافة في إطار
الحرب في فلسطين.
فقد نشرت صحيفة “بانكوك بوست”
التايلندية مقالًا بعنوان: “تغيير السلوك هو المفتاح لإنهاء استخدام
البلاستيك” بقلم الكاتبة “سيلين كوسنادي” وهي باحثة مشاركة في
المركز الإقليمي لمخلفات البلاستيك البحرية في معهد البحوث الاقتصادية لرابطة دول
جنوب شرق آسيا.
يركز المقال على أزمة البلاستيك في
العالم بشكل عام ومنطقة جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص.
وأكدت الكاتبة على أن هذه الأزمة في جنوب شرق
آسيا ليست مشكلة تقنية أو إدارية فحسب، بل هي قضية سلوكية عميقة تتطلب تغييرًا في
العادات اليومية للمستهلكين، فالسياسات التقليدية مثل الحظر والضرائب غير كافية
وحدها، إذ يجب دمج علم السلوك لتحفيز خيارات مستدامة.
وترى أن الحلول الفعالة تعتمد على فهم العوامل
النفسية والاجتماعية التي تدفع الناس لاستخدام البلاستيك. وتدعو إلى تدخلات سلوكية
مدروسة، مثل الحوافز المالية والإشارات البصرية والتأثير الاجتماعي، لجعل التقليل
من البلاستيك خيارًا سهلًا ومرغوبًا فيه.
وتحدثت الكاتبة عن فشل السياسات التقليدية،
فالحظر والضرائب لا يغيران العادات على المدى الطويل، كما أن المستهلكين يدركون
ضرر البلاستيك، لكن الراحة والعادات الاجتماعية تطغى على نواياهم البيئية.
واستعرضت بعض التجارب السلوكية الناجح في عدد
من دول المنطقة، فإندونيسيا مثلًا قامت بإزالة المصاصات البلاستيكية من الواجهة
وفرض رسوم عليها قلل استخدامها بنسبة 99%. كما قدمت خصومات بنسبة 10% لحاملي
الأكواب القابلة لإعادة الاستخدام الأمر الذي أسهم في تخفيض الاستهلاك بنسبة 49%.
وفي الفلبين، فإن تقديم بدائل قابلة للتحلل
وخصومات للحاويات الشخصية خفض استخدام البلاستيك بنسبة 43%، ولكن المشاركة كانت
ضعيفة بسبب عدم كفاية الحوافز.
أما في تايلند، فإن الجمع بين الرسوم والحملات
الطلابية فخفض الأكياس البلاستيكية بنسبة 94% في سوق جامعة شولالونغكورن، بينما فشل
سوق آخر بسبب غياب الرسائل المؤثرة.
وشددت الكاتبة على ضرورة أن تكون الحلول
السلوكية جزءًا من السياسات العامة والبنية الأساسية، مثل تصميم منتجات صديقة
للبيئة، وتعزيز البنية الأساسية لإعادة التدوير، ودمج الرسائل المؤثرة في التعليم
والحياة اليومية.
ومن وجهة نظرها فإن تحقيق “صفر نفايات
بلاستيكية” يتطلب من الحكومات ومن المنظمات أن تركز على التدخلات السلوكية
التي تجعل الاستدامة خيارًا افتراضيًّا، والتعاون متعدد القطاعات الذي يشمل الشركات
والمدارس والمجتمعات المحلية إضافةً إلى أهمية وجود رؤية شاملة تربط بين العلم
السلوكي والتكنولوجيا والسياسة.
وأكدت الكاتبة في ختام مقالها على أن معالجة
الجانب الإنساني لأزمة البلاستيك هي السبيل الوحيد لضمان مستقبل مستدام.
من جانبها، نشرت منصة “بروجيكت
سينديكت” الإعلامية مقالًا بعنوان: “لا يمكن لأي استراتيجية إنمائية
تجاهل قضية المناخ” بقلم كل من “ماركوس فينيسيوس” وهو المدير
التنفيذي لمجموعة البنك الدولي في البرازيل، وكولومبيا، وجمهورية الدومينيكان،
والإكوادور، وهايتي، وبنما، والفلبين، وسورينام، وترينيداد وتوباغو، و “مايكل
كريك” وهو المدير التنفيذي لمجموعة البنك الدولي في ألمانيا.
وأصبح تغير المناخ تهديدًا لا يمكن تجاهله في أي
استراتيجية تنموية، حيث تزداد تكاليفه الاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء
العالم.
ويُجادل الكاتبان في مقالهما حول أن التكامل بين
سياسات المناخ والتنمية ليس خيارًا فحسب، بل ضرورة لتحقيق نمو مستدام، خاصة في
الدول النامية الأكثر عرضة للكوارث المناخية.
ووضحا في مقالهما أن تكاليف تغير المناخ أصبحت
جسيمة، فقد تسببت كوارث مثل فيضانات ألمانيا (في عام 2021) والبرازيل (في عام
2024) في خسائر بشرية واقتصادية هائلة، مما يثبت أن التأثيرات المناخية لا تقتصر
على الدول الفقيرة، كما أن حرائق الأمازون دمرت قطاعات كاملة مثل الزراعة
والسياحة، مما يظهر الترابط بين البيئة والاقتصاد.
وبيّن الكاتبان أن المناخ والتنمية ليسا
متناقضين وأن الدول تدرك أن الاستثمار في مشروعات صديقة للمناخ (مثل الطاقة
المتجددة والبنية الأساسية المرنة) يعزز الإنتاجية ويسهم في إيجاد فرص عمل
جديدة.
ونوها إلى أن بنوك التنمية، مثل البنك الدولي،
رفعت تمويلها المناخي إلى 45% من محفظتها، ووعدت بتقديم 120 مليار دولار سنويًّا
لدعم الدول النامية بحلول 2030.
واستعرض الكاتبان بعض النماذج الناجحة في الدمج
بين المناخ والتنمية كالبرازيل التي أطلقت مبادرة “إيكو إنفست” بدعم قرض
بقيمة مليار دولار لتحفيز الاستثمارات الخضراء، مع دمج الحماية الاجتماعية عبر
تحويلات نقدية للأسر الفقيرة المشاركة في حفظ الغابات، والأوروجواي التي نجحت
سنداتها المرتبطة بالاستدامة في جذب مستثمرين عالميين، مما دفع البنك الدولي
لتمويل مشاريعها الخضراء بـ 350 مليون دولار.
ومن النماذج الناجحة أيضًا الفلبين التي طورت
أدوات مالية مبتكرة مثل “سندات الكوارث” للتأمين ضد الكوارث الطبيعية،
مما يحمي اقتصادها من الصدمات المتكررة.
وشدد الكاتبان على أهمية الشراكات الدولية حيث
تعتمد الحلول على التعاون بين الحكومات وبنوك التنمية والقطاع الخاص لتمويل
التقنيات الجديدة (مثل المباني الخضراء) وتعزيز المرونة المناخية.
وأكدا على أن العمل المناخي لم يعد رفاهية أو
قضية بيئية فحسب، بل جزء أساسي من التخطيط الاقتصادي، فالدول التي تدمج التكيف
المناخي في سياساتها (مثل البرازيل والفلبين) تُظهر أن النمو الاقتصادي والاستدامة
يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب.
وأشار الكاتبان إلى أن التحول نحو الاقتصاد
الأخضر جارٍ بالفعل، مدفوعًا بالحاجة العملية وليس الأيديولوجيا، مشددين على ضرورة
أن تعالج الاستراتيجيات الإنمائية المستقبلية المناخ كأولوية، لأن تجاهله ستكون له
عواقب كارثية على التنمية البشرية والاقتصادية عالميًّا.
من جانب آخر، نشرت صحيفة “ميل آند
جارديان” الجنوب أفريقية مقالًا بعنوان “حركة ضدّ إسكات الأصوات: ما
علّمتنا إياه الحرب في فلسطين عن الصحافة” بقلم الكاتب “عطية خان”.
يكشف المقال عن الحملة المنظمة لإسكات الصحفيين
في غزة كجزء من استراتيجية إسرائيلية لقمع الحقيقة، مع التركيز على دور
الصحافة الفلسطينية في مواجهة التضليل الإعلامي الغربي.
ويعدّ الكاتب أن استهداف الصحفيين جريمة حرب،
ويؤكد على أن التغطية الإخبارية الفلسطينية أعادت تعريف الصحافة معنى الشجاعة في زمن
الإبادة الجماعية.
ويرى أن الحرب على غزة كشفت عن انقسام عميق في
الإعلام العالمي: بين صحافة فلسطينية تروي الحقيقة رغم المخاطر، وإعلام غربي متحيز
يُروّج للدعاية الإسرائيلية.
كما ينتقد التضليل الإعلامي الذي أدى إلى عنف
ضد الفلسطينيين، مثل اتهامات “ذبح الرضع” الكاذبة-على حدّ وصفه، والتي
أسفرت عن جرائم مثل قتل الطفل وديع الفيومي في الولايات المتحدة.
وبين الكاتب أن إسرائيل قتلت أكثر من 250 صحفيًّا في غزة منذ أكتوبر 2023، وهو رقم قياسي مقارنة بالحروب الحديثة.
ووضح أن إسرائيل تستخدم “قتل
الحقيقة” مثل تكتيك، مستشهدًا بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في عام 2022، التي
نفت إسرائيل تورطها أولًا ثم قدمت اعتذارًا زائفًا لاحقًا.
وأشار الكاتب إلى أن الصحفيين في غزة يواصلون
العمل رغم فقدان منازلهم وأحبائهم، مثل الطفلة لمى جاموس ذات التسعة أعوام التي
تُغطي الحرب من تحت الأنقاض، مبينًا أن الصحافة الفلسطينية تجسد “الالتزام
الأخلاقي” بالحقيقة، بينما يُتهم الغرب بكونه “مصنعًا
للتحيز”.
وأكد على أن الحرب على غزة أثبتت أن الحقيقة لا
تزال سلاحًا قويًّا، رغم محاولات إسكاتها، وأن الصحفيين الفلسطينيين، رغم الخسائر
الفادحة، يقدمون نموذجًا نادرًا للشجاعة، بينما يفشل الإعلام الغربي في الحياد.
ودعا الكاتب في ختام مقاله إلى مساءلة إسرائيل
ودعم الصحافة الحرة، معتبرًا أن مقاومة التضليل هي معركة إنسانية قبل أن تكون
مهنية.
/العُمانية/
أحمد صوبان