رفض عالمي للهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية

رفض عالمي للهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية

وكالات في 22 يونيو /العُمانية/ أعربت عدد من دول العالم اليوم عن استنكارها للضربات الأمريكية الجوية على المفاعلات النووية الإيرانية، مشددة على ضرورة اتخاذ نهج الدبلوماسية لتسوية النزاعات والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق تنفيذ هجوم استهدف ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، وهي: فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفًا أن هذه المواقع النووية “دُمّرت بالكامل” جراء الهجمات الأمريكية.

ودعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي اليوم إلى اجتماع خاص للوكالة في أعقاب الهجمات الأمريكية على منشآت نووية في إيران. وقال: “في ضوء الوضع العاجل في إيران، أدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غدًا”. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق اليوم في بيان لها عدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المواقع النووية الإيرانية جراء الهجمات الأمريكية.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة ضد إيران، داعيًا الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والامتثال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة وغيرها من القوانين الدولية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “في هذه الساعة الحرجة، من الأهمية بمكان تجنب دوامة الفوضى. لا يوجد حل عسكري. الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا. الأمل الوحيد هو السلام”.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي: إن ما شهدته المنطقة اليوم من استهداف أمريكي مباشر للمنشآت النووية الإيرانية سيزيد من حدة التوتر ويؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي، وذكر في بيان أن مجلس التعاون يؤكد على مضامين البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي الـ 48 لمجلسه الوزاري الذي عُقد الاثنين الماضي بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، والذي أدان كل ما من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن البيان شدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وبذل كافة الأطراف جهودًا مشتركة للتهدئة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.

وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات ضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، مجددة مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من الصراعات.
كما أعربت دولة قطر عن أسفها للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال استهداف منشآتها النووية، وشددت في هذا السياق على ضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة فورًا إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.
من جانبها، دعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تتابع دولة الكويت بقلق بالغ تطورات الأحداث المتعاقبة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما تلك الأخيرة التي شملت استهدافًا لعدد من المنشآت النووية في تطور خطير يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى “تفادي المزيد من التصعيد” عقب الضربات الأمريكية، و”على كل الأطراف التراجع خطوة إلى الوراء، والعودة لطاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد”، مضيفة: “سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الوضع غدًا” خلال اجتماع مقرر سابقًا.

وأعربت فرنسا عن قلقها بعد الضربات الأمريكية على مواقع نووية إيرانية، داعية “الأطراف إلى ضبط النفس لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع”، وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن “قناعتها بأن التسوية المستديمة لهذه المسألة تمر عبر التفاوض في إطار معاهدة منع الانتشار النووي”، مشيرة إلى أنها “لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها”.
ومن جهتها، دعت روسيا إلى تهيئة الظروف للعودة للمسار السياسي والدبلوماسي، وفقًا لما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية بشأن الضربات الأمريكية على الأراضي الإيرانية، وقالت الخارجية الروسية: “ندعو إلى وقف الهجوم وتكثيف الجهود لتهيئة الظروف للعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي”، وأضافت: “تدين روسيا بشدة الضربات الأمريكية على عدد من المنشآت النووية في إيران، والتي أعقبت الهجمات الإسرائيلية على إيران”.
وشددت على أن “هذا القرار غير المسؤول بشن ضربات صاروخية وبالقنابل على أراضي دولة ذات سيادة، مهما كانت الحجج المستخدمة لتبريره، ينتهك بشدة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، التي سبق أن صنفت هذه الأعمال بشكل قاطع بأنها غير مقبولة”.
كما أدانت مصر “التصعيد المتسارع” في إيران، محذرة من “عواقب خطيرة” على الأمن في المنطقة والعالم. وأعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان عن “قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتسارع الذي يُنذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”. وحذّرت من “مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر”، مشددة على أن “الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية -وليس الحل العسكري- هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة”.
وأدان العراق الضربات الأمريكية محذرًا من أن التصعيد يشكّل “تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم في المنطقة ويعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة”.
/العُمانية/
عمر الخروصي / سعيد الهاشمي