إيران و إسرائيل تتواجهان عسكريًا وسط تحذيرات دولية ودعوات إلى التهدئة

إيران و إسرائيل تتواجهان عسكريًا وسط تحذيرات دولية ودعوات إلى التهدئة

عواصم في 18
يونيو /العُمانية/ يشهد الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً وغير مسبوق في المواجهة بين
إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان ضربات صاروخية وجوية مكثفة، مما ينذر بحرب إقليمية وسط دعوات دولية عاجلة لضبط النفس وتحذيرات
متبادلة بإخلاء المدن.

وبدأت الجولة
الأخيرة من التصعيد بهجمات صاروخية إيرانية مكثفة، وصفتها طهران بأنها
“عمليات دفاعية متناسبة” رداً على هجمات سابقة، فقد أعلنت القوات
المسلحة الإيرانية عن إطلاق موجات متتالية من الصواريخ الباليستية باتجاه العمق
الإسرائيلي، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في مدن رئيسة مثل تل أبيب وحيفا
ومناطق في الجنوب الإسرائيلي.

وأفادت تقارير
أولية بوقوع إصابات وأضرار مادية كبيرة في بعض المناطق السكنية المستهدفة في
الجانب الإسرائيلي، على الرغم من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “القبة
الحديدية” التي اعترضت عدداً كبيراً من الصواريخ، ومع ذلك، أظهرت هذه الهجمات
الإيرانية قدرتها على اختراق الدفاعات وإلحاق أضرار في مناطق حيوية.

ولم تتأخر
إسرائيل في الرد على الهجمات الإيرانية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ ضربات
جوية مركزة ضد أهداف إيرانية داخل الأراضي الإيرانية، وتضمنت هذه الضربات استهداف
منصات إطلاق صواريخ في غرب إيران.

وفي تطور لافت،
أفادت تقارير عدة باستهداف منشأة نطنز النووية الإيرانية، مع إشارة الوكالة
الدولية للطاقة الذرية (IAEA) إلى وجود أدلة على أضرار كبيرة في الجزء السفلي من المفاعل، مما يثير
مخاوف جديّة بشأن تداعيات ذلك على البرنامج النووي الإيراني.

كما أكدت تقارير
أخرى استهداف مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في طهران، مما أدى إلى قطع
البث الفضائي وسقوط ضحايا بين موظفي الهيئة، وهو ما يعد تصعيداً كبيراً باستهداف
مؤسسة إعلامية رسمية. وتشير تقارير إلى مقتل 224 شخصاً في إيران جراء هذه الغارات،
بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون ومدنيون.

وعكست التهديدات
المتبادلة بين الطرفين عمق الأزمة، فقد وجّهت القوات المسلحة الإيرانية تحذيراً
لسكان تل أبيب وحيفا، داعية إياهم إلى إخلاء منازلهم تحسباً لمزيد من الضربات. في
المقابل، ردّت إسرائيل بتحذير مماثل لسكان بعض المناطق في طهران، مطالبة إياهم
بإخلاء منازلهم قبل الضربات الإسرائيلية الوشيكة.

وعلى الصعيد
الدولي، دعت مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) إلى “خفض التصعيد” بشكل عاجل، مؤكدة دعمها الثابت لأمن
إسرائيل. في حين نددت روسيا والصين وبعض الدول الأخرى بالهجمات الإسرائيلية ودعت
جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مع تحذير الصين رعاياها في المنطقة من مخاطر التصعيد.

وكانت تصريحات
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثيرة للجدل، حيث طالب إيران بـ “استسلام غير مشروط”، ومع ذلك، أشارت
تقارير إلى أنه لم يقتنع بدعوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتغيير
النظام في إيران. كما وجّه ترامب نداءً لسكان طهران لإخلائها فوراً، مما يعكس مستوى
التوتر الذي وصلت إليه الأزمة.

ويرى محللون أن
الهجمات الإيرانية الأخيرة كشفت عن ثغرات في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية،
مشيرين إلى أن إيران تحاول فرض معادلة ردع جديدة بعد سنوات من المواجهات غير
المباشرة، كما تشير التقارير إلى أن الدفاعات الإسرائيلية قد وصلت إلى
“حدودها القصوى” وتكبدت تكاليف باهظة لاعتراض الصواريخ الإيرانية.

ومن وجهة أخرى ووسط
هذا التصعيد، توقفت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، مما يعقّد أي جهود دبلوماسية
لاحتواء الأزمة، وتبقى المخاوف قائمة من الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة قد يكون
لها تداعيات كارثية على الشرق الأوسط والعالم.

/العُمانية/

هيثم الربيعي