العناية الشخصية في مختلف أنحاء العالم: تقاليد الجمال والاسترخاء من اليابان إلى المغرب

تقاليد تجميلية وروحية تُظهر كيف تهتم النساء بأنفسهن حول العالم، أصبحت العناية الذاتية أكثر من مجرد روتين جمالي، بل هي طقس ثقافي وروحي يعكس عمق التراث والتقاليد في كل مجتمع، تختلف طرق العناية الذاتية من ثقافة لأخرى، لكنها تتفق جميعها في شيء واحد، الاهتمام بالنفس هو شكل من أشكال الاحترام الداخلي والانسجام مع الجسد والعقل.
تتنوّع طقوس الراحة والاسترخاء، بين العلاجات الطبيعية، والممارسات التأملية، والوصفات الشعبية التي تنتقل من جيل إلى آخر.
اليابان: البساطة في الجمال (Wabi-Sabi)
في الثقافة اليابانية، العناية الذاتية تنبع من مبدأ [الوابي-سابي]، أي تقبّل النقص والبحث عن الجمال في البساطة، يشتهر اليابانيون بروتين [الطبقات]في العناية بالبشرة، حيث تُستخدم تونرات خفيفة، وسيرومات، وكريمات ترطيب في خطوات دقيقة، إلى جانب طقوس شرب الشاي الأخضر الذي يُعتبر جزءًا من التطهير الداخلي.
الهند: التوازن بين الجسد والروح (الأيورفيدا)
في الثقافة الهندية، العناية الذاتية تُبنى على نظام[الأيورفيدا] الذي يوازن بين الطاقات الثلاث (دوشا)، يشمل ذلك جلسات تدليك بزيوت عشبية دافئة، ممارسات تنفس [براناياما] ، وحمامات بخار بالأعشاب لتنقية البشرة والجسم.
السويد: فلسفة الـلاجوم
السويديون يتّبعون مفهوم [لاجوم] والذي يعني [الاعتدال هو الأفضل]، الروتين اليومي يضم فترات استراحة حقيقية مثل فيكا (استراحة القهوة)، إلى جانب عادات مثل الحمامات الساخنة، واستخدام المنتجات الطبيعية والبسيطة في العناية بالبشرة.
المغرب: الجمال عبر الحمّام التقليدي
في الثقافة المغربية، تُعد زيارة الحمّام الأسبوعية من طقوس العناية الذاتية الأساسية، تستخدم النساء الصابون البلدي، الطين المغربي (الغاسول)، وزيت الأركان لتقشير البشرة وتغذيتها، هذه التجربة ليست جمالية فقط، بل اجتماعية وروحية أيضًا.
كوريا الجنوبية: فن التفاصيل الدقيقة
لا يمكن الحديث عن العناية الذاتية دون التطرّق إلى كوريا، حيث تتبع النساء (والرجال أيضًا) روتينًا دقيقًا قد يتضمن أكثر من 10 خطوات، تُستخدم منتجات تحتوي على مكونات طبيعية مثل الشاي الأخضر، الحلزون، والجينسنغ، مع تركيز كبير على الوقاية والحفاظ على شباب البشرة.

في الختام: بينما تختلف أساليب العناية الذاتية باختلاف الثقافات، إلا أن الرسالة واحدة الاهتمام بالنفس هو استثمار طويل الأمد في الصحة والتوازن والسعادة، في زمن السرعة والضغط، يمكننا استلهام هذه الطقوس العالمية وتكييفها بما يناسبنا، لنجعل من العناية الذاتية لحظة هدوء وامتنان كل يوم.