هل بإمكان الأشخاص ذوي متلازمة داون الزواج؟ مختص نفسي يشرح المتطلبات (خاص)

هل بإمكان الأشخاص ذوي متلازمة داون الزواج؟ مختص نفسي يشرح المتطلبات (خاص)

خلال الساعات الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثر لحفل زفاف شاب من ذوي متلازمة داون، مما أثار تفاعلًا كبيرًا عبر الإنترنت، ودفع العديد للبحث عن مدى شرعية، وقانونية، وواقعية زواج المصابين بهذه المتلازمة، وأصبح الفيديو حديث الجمهور وتصدر نتائج البحث في “جوجل تريند” بعدد من الدول العربية.

 

هل يسمح القانون بزواج المصابين بمتلازمة داون؟

أوضح الدكتور أحمد نصار، أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، في تصريح خاص لـ”مصر تايمز” أن الزواج حق إنساني مكفول لكل الأفراد، بما في ذلك ذوو متلازمة داون، بشرط توفر الأهلية العقلية والاجتماعية اللازمة لاتخاذ قرار الزواج.

وأضاف نصار أن القانون والشريعة الإسلامية لا يمنعان زواج المصابين بمتلازمة داون، ما دام الشخص قادرًا على التمييز واتخاذ قراراته باستقلالية، وأكد أن هناك حالات كثيرة يتمتع فيها المصابون بدرجات متفاوتة من الذكاء العاطفي والاجتماعي تؤهلهم لبناء حياة زوجية ناجحة، بشرط وجود دعم نفسي وأسري مناسب.

 

متى يُمنع الزواج في الفقه الإسلامي؟

بحسب الفقه الإسلامي، لا يُمنع الزواج إلا إذا ثبت وجود عجز عقلي كامل، وهذا لا ينطبق على جميع المصابين بمتلازمة داون، إذ أن بعضهم يمتلك قدرات تؤهله للارتباط العاطفي والاجتماعي الناجح، خاصة مع وجود بيئة داعمة وواعية.

 

الزواج القائم على المودة لا الشفقة

شدد الدكتور نصار على أهمية الابتعاد عن استغلال المصابين عاطفيًا أو تقديمهم في محتوى دعائي يهدف لجذب المشاهدات، مؤكدًا أن الزواج يجب أن يكون مبنيًا على الاحترام المتبادل والمودة، لا على الشفقة أو التعاطف السطحي.

 

هل زواج الأقارب سبب في الإصابة بمتلازمة داون؟

من الناحية العلمية، أوضح نصار أن زواج الأقارب ليس السبب المباشر في الإصابة بمتلازمة داون، إلا أنه قد يزيد من احتمالية انتقال أمراض وراثية، إذا كان أحد الطرفين يحمل طفرات جينية.

أما السبب الأساسي للإصابة فهو وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، نتيجة خلل يحدث أثناء انقسام الخلايا بشكل عشوائي.

 

ما هو متوسط عمر المصاب بمتلازمة داون؟

لفت الدكتور إلى أن متوسط عمر المصابين في السابق لم يكن يتجاوز 25 عامًا بسبب ضعف الرعاية الصحية، لكن اليوم، ومع تطور الخدمات الطبية والاجتماعية، يمكن أن يعيش المصابون حتى عمر 60 عامًا أو أكثر.

وأشار إلى أن الكثير من المصابين الذين يتلقون الرعاية الصحية والدعم المجتمعي المناسب يتمكنون من العيش باستقلالية نسبية، ويواصلون التعليم، ويعملون في وظائف بسيطة، بل ويشاركون في الأنشطة الرياضية، ويحققون إنجازات على المستويين المحلي والعالمي.