كيفية سعي الإخوان للتواصل مع المخابرات البريطانية للتأثير على نظام عبد الناصر؟

كيفية سعي الإخوان للتواصل مع المخابرات البريطانية للتأثير على نظام عبد الناصر؟

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن جماعة الإخوان تعاني من ما وصفه بـ”رهاب التواريخ”، موضحًا أن كلما اقتربت ذكرى 30 يونيو أو 23 يوليو، تزداد لديهم حالة من الهلع والفزع، وتكثر تغريداتهم وانفعالاتهم على مواقع التواصل، وكأنها تواريخ تفتح جراحًا لم تندمل.

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، خلال تقديمه برنامج « نظرة» عبر قناة «صدى البلد» أن  الإخوان كانوا طوال الوقت يتعاملون مع الدولة المصرية على أنها عدو يجب الثأر منه، مستشهدًا بما قاله له المرشد الأسبق عمر التلمساني في لقاء موثق خلال إعداد شقرة لرسالته الجامعية، بأن علاقتهم بالدولة هي علاقة ثأر لا يمحوها إلا الدم، وأنهم وراء جمال عبد الناصر حيًا أو ميتًا.

وأوضح شقرة أن محاولة اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية عام 1954 كانت جزءًا من هذا الفكر الانتقامي، وقد اعتبرها قيادات التنظيم فرصة ضائعة، لأنها لم تنجح في إنهاء وجود مجلس قيادة الثورة بالكامل.

وأضاف أن مذكرات بعض القيادات مثل سمير الهضيبي، التي كتبها بعد القبض عليه عام 1965، تضمنت اعترافات مباشرة بدور الإخوان في محاولة الاغتيال، مؤكدة ما توصل إليه شقرة في رسالته العلمية، التي دعمتها فيما بعد وثائق رسمية.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان حاولت التفاوض سرًا مع المخابرات البريطانية، من خلال وسيطهم صالح أبو رقيق، للضغط على نظام عبد الناصر وتكوين ما يشبه حكومة ظل من خلف الستار.

ووصف الجماعة بأنها تنظيم انتهازي لا يمانع في التعاون مع قوى خارجية إذا تعارضت مصالحه مع الدولة المصرية.

واختتم شقرة تصريحاته بأن جمال عبد الناصر لم يكن عضوًا في تنظيم الإخوان كما يُشاع، وأنه قرر مبكرًا مع عدد من زملائه الضباط الانفصال عنهم وتأسيس تنظيم الضباط الأحرار كحركة وطنية خالصة، رافضة لأي وصاية دينية أو سياسية من قوى خارج المؤسسة العسكرية.