كيف نجح الموساد في التغلغل داخل إيران لتفكيك نظام الدفاعات الجوية؟

في بداية الهجوم على إيران، عندما أُرسلت مقاتلات إف-35 المتطورة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية والقيادة العسكرية، كانت مئات الطائرات المسيرة التي هرّبتها إسرائيل إلى أراضي البلاد قد وصلت بالفعل، واستخدمتها إسرائيل لتحييد رد طهران على هجوم سلاح الجو.
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل هرّبت على مدى أشهر أجزاء الطائرات المسيّرة، المزوّدة بالمتفجرات، إلى إيران.
هُرّبت هذه الأجزاء في حقائب وشاحنات وناقلات نفط، إلى جانب ذخيرة إضافية، كما هرّب الموساد الطائرات المسيّرة عبر قنوات تجارية، وقام عملاء على الأرض بجمعها وتوزيعها على الفرق التي شاركت في الهجوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، ودرّبت إسرائيل قادة هذه الفرق في دولة ثالثة، وقامت بدورها بتدريب الفرق على الأرض.
في بداية الهجوم، تمركزت فرق صغيرة مزودة بطائرات مسيرة بالقرب من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع إطلاق الصواريخ، يوم الجمعة، مع بدء الهجوم الإسرائيلي، عطّلت بعض الفرق منظومات الدفاع الجوي، وهاجمت فرق أخرى منصات إطلاق الصواريخ. كما هوجمت عشرات الشاحنات المستخدمة في نقل الصواريخ إلى مواقع الإطلاق.
ووفقًا لمصادر تحدثت لصحيفة وول ستريت جورنال، يُفسر رد إيران المحدود على الهجوم الأولي، ويأتي استخدام إسرائيل للطائرات المسيرة يوم الجمعة – وهو حل مبتكر ورخيص نسبيًا لتحييد رد إيران، بعد أسابيع من استخدام أوكرانيا تكتيكًا مشابهًا، حيث هاجمت عشرات الطائرات المقاتلة الروسية باستخدام طائرات مسيّرة هرّبتها إلى روسيا في حاويات.
درس لدول المنطقة: المنطق التقليدي لبناء الجيوش وتسليحها بلا قوة استخبارية بنفس المستوى، ليس له قيمة فعالة لأنه عرضة للهجوم من خواصره الرخوة.
–
عملاء الموساد داخل ايران ينفذون عمليات تخريبية ضد الدفاعات الجوية الإيرانية — مصادر اسرائيلية تنشر هذا المقطع. pic.twitter.com/lKIk1VZh7A— د. مهند سلوم (@MuhanadSeloom) June 13, 2025
بإطلاق الطائرات المسيرة، تمكن الموساد من إحباط تهديدات محتملة للطائرات المقاتلة الإسرائيلية وتدمير الصواريخ قبل إطلاقها على إسرائيل، وأصابت الفرق الميدانية عشرات الصواريخ التي كان من المفترض إطلاقها في الساعات الأولى من الحملة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران أطلقت في النهاية حوالي 200 صاروخ على إسرائيل في أربع دفعات مساء الجمعة وصباح السبت، تسببت هذه الدفعات في دمار وإصابات، لكن وفقًا للصحيفة، توقعت إسرائيل ردًا أشد قسوة.
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، كان الموساد يستعد منذ سنوات لهذا الهجوم الكبير على إيران.
كان الموساد على علم تماما بأماكن تخزين إيران لصواريخها، والمكان الذي يحتاج إلى تمركزه على الأرض لمهاجمتها.
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، كانت الطائرات المسيرة جزءًا من النشاط الإسرائيلي في إيران في السنوات الأخيرة. ففي عام ٢٠٢٢، استخدمتها لمهاجمة موقع لإنتاج الطائرات المسيرة في مدينة كرمانشاه، وبعد عام، استخدمتها لمهاجمة مصنع ذخيرة في أصفهان.
وفي يوم السبت، بعد الهجوم الإسرائيلي الأول، أبلغت أجهزة الاستخبارات الإيرانية الجمهور في الجمهورية الإسلامية بضرورة الحذر من استخدام إسرائيل للشاحنات والسيارات الصغيرة لإطلاق الطائرات بدون طيار.