وثائق مسربة من “قطر غيت” تثير التساؤلات حول أصدقاء نتنياهو

القاهرة – مصراوي
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن وثائق مسربة حديثًا من ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”قطر غيت” أثارت موجة من الشبهات الجدية التي تطال الدائرة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد كشف تفاصيل عن مدفوعات مرتبطة بقطر تم تمريرها عبر شركات بريطانية ووسطاء، يُشتبه في أنهم سعوا للترويج لمصالح قطرية داخل إسرائيل وخارجها.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها يديعوت أحرونوت، فقد تسلمت السلطات الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية كمية كبيرة من الوثائق التي تم تقديمها إلى “سلطة الضرائب” و”هيئة حظر غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، تتضمن بيانات دقيقة عن صفقات وتحويلات مالية جرت عبر شركات أجنبية ورجال أعمال إسرائيليين ودوليين، تشير إلى محاولات لإخفاء الأصل القطري للأموال.
ووفقًا لمصادر مطلعة على التحقيقات، فإن العمليات المالية التي تم الكشف عنها يُعتقد أنها نُفذت بطريقة تهدف إلى التهرب الضريبي، وإخفاء مصدر الأموال التي وصلت إلى مئات آلاف الدولارات، ما قد يُشكل خرقًا لقوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في إسرائيل، وتزداد الشبهات نظرًا لعدم وجود اتفاقيات دبلوماسية أو ضريبية بين إسرائيل وقطر.
التحقيقات التي يقودها حاليًا عدد من الأجهزة الرقابية تتركز على مجموعة من رجال الأعمال الذين يُشتبه في تسهيلهم لهذه التحويلات، إلى جانب موظفين حاليين وسابقين في مكتب رئيس الوزراء.
وفي السياق ذاته صرّح مسؤول كبير في موقع “واي نت” أن تقديم هذه الوثائق لا يُعد إثباتًا على ارتكاب مخالفات، لكنه شدد على أن المعلومات الواردة فيها تستدعي تحقيقًا دقيقًا، وفي المقابل، امتنعت “سلطة الضرائب” عن التعليق على سير التحقيقات، حيث أكد مديرها شاي أهرونوفيتش أن “السياسة العامة للسلطة تقضي بعدم التعليق أو التطرق إلى تحقيقات جارية”.
وتعد مخالفة قوانين غسل الأموال وتمويل الإرهاب من الجرائم الخطيرة في إسرائيل، وقد صدرت في قضايا مشابهة أحكام بالسجن ضد المتورطين، وغالبًا ما تعطي السلطات الأولوية لهذه القضايا نظرًا لإمكانية إثباتها مقارنة بأنواع الجرائم الأخرى، خاصة عند ارتباطها بالتهرب الضريبي.
وفي سياق متصل، خضع يوناتان أوريتش، المستشار المقرب من نتنياهو، مجددًا للاستجواب يوم الخميس من قبل وحدة “لاهف 433” المتخصصة في مكافحة الفساد، وتفيد الشرطة أنها تمتلك رسائل “واتساب” متبادلة بين أوريتش وإيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم نتنياهو، الذي يُشتبه أيضًا في تسريبه وثيقة سرية إلى صحيفة “بيلد” الألمانية.
ووفقًا لإفادة فيلدشتاين للمحققين، فإن أوريتش كان مسؤولًا عن تسريبات متعددة لوثائق ومعلومات أمنية حساسة، وتقوم الشرطة حاليًا بدراسة إمكانية تصنيفه كمشتبه رئيسي في القضية، ما يُنذر بتوسع كبير في التحقيقات خلال الأيام القادمة.