قناة أبو علي إكسبرس: الوسيلة السرية التي اعتمدها نتنياهو لتهديد مصر

قناة أبو علي إكسبرس: الوسيلة السرية التي اعتمدها نتنياهو لتهديد مصر

القاهرة – مصراوي

استضافت قناة “تليجرام” المعروفة باسم “أبو علي إكسبرس” رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة استمرت أكثر من نصف ساعة. والتي هاجم فيها الدولة المصرية وقال أنه سيفتح معبر رفح من جانبه لكن مصر لن تسمح بفتح المعبر وذلك لأن الدولة المصرية ترفض التهجير الطوعي وتصفية القضية الفلسطينية.

القناة، التي تغطي الشأن الداخلي الإسرائيلي إضافة إلى قضايا العالم العربي منذ تأسيسها عام 2017، تضم أكثر من 564 ألف مشترك وتُعد من بين الأقوى في إسرائيل. اختيار نتنياهو الظهور فيها كان مفاجئاً، لاسيما أنه نادراً ما يمنح مقابلات إعلامية. فخارج “القناة 14″، اقتصرت لقاءاته الأخيرة على مقابلة مع إيلا حسون في “كان 11” وأخرى مع شارون غال عبر i24NEWS.

في المقابل، أثارت المقابلة انتقادات حادة من بعض الصحفيين الذين اعتبروا أن: “الأمر لم يعد مضحكاً، بل بات مقلقاً. قبل فترة قصيرة أجرى مقابلة مع بودكاست يميني متطرف في أمريكا أداره شخصان اعترفا بأنهما كانا ثملين. وبعدها بأيام، ظهر في بودكاست هامشي استغل زلة لسانه عن مذابح الأرمن وعنونها: ’نتنياهو يعترف بالإبادة!‘… واليوم يجري مقابلة مع مذيع مجهول الهوية على تليجرام. إلى أي مدى سيذهب ليتجنب مواجهة صحافة حقيقية وأسئلة جدية؟”

قناة “أبو علي إكسبرس” هي منصة إسرائيلية تعمل بشكل رئيسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل “تليجرام” و”تويتر”، وتغطي الشؤون العربية من منظور الجيش الإسرائيلي والحكومة. لكنها تتعمد استخدام اسماً عربياً مكتوباً بالعبرية (אבו עלי אקספרס) لإضفاء طابع عربي جذاب. القناة تنشر محتواها باللغتين العبرية والعربية، وتبث أخباراً عاجلة من وسائل الإعلام العربية، غير أنها في جوهرها منصة دعائية سياسية لإسرائيل.

ويُعتقد أن القناة تُدار من قبل إسرائيلي يعمل في الجيش الإسرائيلي، ويشغل دوراً استشارياً في مجال حرب الوعي على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع القيادة الجنوبية للجيش. وتُستخدم القناة لنشر وجهة نظر الجيش، وبث مزاعم وأكاذيب عن الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى مهاجمة الصحفيين الإسرائيليين الذين ينتقدون سياسات المؤسسة العسكرية.

وتُعد القناة اليوم من أبرز مصادر الأخبار على منصة “تليجرام” المرتبطة بالمشهد الإسرائيلي – الفلسطيني، حيث تحقق ملايين المشاهدات والمتابعات من داخل إسرائيل وخارجها.

ومن جانبها أكدت مصر، الجمعة، أن التصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن رغبته في تهجير الفلسطينيين من معبر رفـح تأتي في إطار محاولاته المستمرة لتمديد زمن التصعيد في المنطقة وتكريس عدم الاستقرار لتفادي مواجهة عواقب الانتهاكات الإسرائيلية في غزة داخلياً وخارجياً.

وفي بيان لوزارة الخارجية المصرية، أعربت مصر عن بالغ استهجانها للتصريحات المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مجددة تأكيدها على إدانة ورفض تهجير الشعب الفلسطيني تحت أي مسمى، سواء قسريا أو طوعيا، من أرضه من خلال استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية ومناحي الحياة المختلفة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة.

وأكدت القاهرة أن تلك الممارسات إنما تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وترقى لجرائم التطهير العرقي، مناشدةً المجتمع الدولي بتفعيل آليات المحاسبة على تلك الجرائم المعلنة والتي تتحول تدريجياً لتصبح أداة للدعاية السياسية في إسرائيل نتيجة لغياب العدالة الدولية.

وأعادت مصر التأكيد على أنها لن تكون أبدًا شريكاً في هذا الظلم من خلال تصفية القضية الفلسطينية أو أن تصبح بوابة التهجير، وأن هذا الأمر يظل خطاً أحمر غير قابل للتغير.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، الخميس الماضي، أنه يستطيع فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين، لكن سيتم إغلاقه فورا من جانب مصر، ملمحا للرفض المصري لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.