في عمق 23 مترًا: بقايا سفينة تتحول إلى متحف تحت الماء في رأس محمد (صور)

في عمق 23 مترًا: بقايا سفينة تتحول إلى متحف تحت الماء في رأس محمد (صور)

جنوب سيناء – رضا السيد:

على مقربة من منطقة رأس كنيسي التابعة لمحمية رأس محمد بمدينة شرم الشيخ، يقع أحد أهم المواقع الأثرية والسياحية تحت مياه البحر الأحمر، حيث يرقد حطام السفينة البريطانية “ثيستلقورم” (أو كما تُعرف محليًا باسم “سيسل الجورم”) منذ أكثر من 80 عامًا، ليشكل متحفًا حربيًا طبيعيًا تحت الماء يجذب آلاف السائحين من مختلف الجنسيات.

وقال أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، إن السفينة الغارقة تعد أحد أبرز مواقع الغوص عالميًا، حيث يعتبرها السائحون متحفًا فريدًا تحت الماء لما تحتويه من معدات عسكرية تعود للحرب العالمية الثانية، مثل سيارات ودراجات نارية ودبابات وأسلحة متنوعة. وأضاف أن هذه المعدات تحولت بمرور الزمن إلى بيئة طبيعية للشعاب المرجانية وملاذ للكائنات البحرية، ما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الغوص والاستكشاف.

وأوضح الشيخ أن حطام السفينة اكتُشف بمحض الصدفة قرب رأس كنيسي، وتستقر محتوياتها على عمق يتراوح بين 23 و40 مترًا، مما يتيح للغواصين مشاهدة الحياة البحرية المتنوعة إلى جانب القطع العسكرية القديمة، وكأنهم يعودون بالزمن إلى أجواء الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن تاريخ السفينة يعود إلى عام 1941 حينما استهدفتها الطائرات الألمانية بقنابل أصابت مؤخرة السفينة، ما أدى إلى غرقها في قاع البحر على عمق يقترب من 90 قدمًا. وفي عام 1950 اكتشف الباحث العالمي جاك إيف كوستو الحطام، ثم تحول الموقع مع بداية التسعينيات إلى وجهة سياحية عالمية لرحلات الغوص.

وبيّن الشيخ أن محتويات السفينة كانت تشمل قاطرتين كبيرتين، ودبابتين، وشاحنات عسكرية، وسيارات دفع رباعي، ودراجات نارية، إضافة إلى أسلحة ومضادات طائرات وقطع غيار للطائرات الحربية. ورغم استخراج بعض هذه القطع ووضعها في متاحف عالمية، فإن معظم الحطام ما زال في مكانه يحتفظ بهيكله، وزاد تراكم الشعاب المرجانية من جماله وروعة المشهد تحت الماء.

وأكد أن الغوص في هذا الموقع يمنح السائح تجربة فريدة وكأنها “رحلة عبر الزمن”، إذ لا يقتصر على مشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، بل يتعداه إلى استكشاف التاريخ الحربي وسط بيئة طبيعية ساحرة، ما يجعله تجربة تفوق قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية.