فقدان 4 جنود و12 قتيلاً ومصابًا.. ليلة صعبة للاحتلال في حي الز

كتبت- سهر عبد الرحيم
بعدما أعلنت إسرائيل مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة” وأنها خارج أي هدنة تكتيكية قد تحدث، نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات ميدانية ضد قوات الاحتلال في كمائن مُدوية شهدها حي الزيتون وحي الصبرة ليلة أمس.
بدأت العمليات بكمين هجومي في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن الكمين_ الذي وُصِف بأنه “الأصعب” منذ بداية الحرب_ أسفر عن مقتل جندي وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة، بينما قالت تقارير أخرى أن عدد القتلى أكبر من ذلك.
كما أعلنت مصادر عبرية فقدان الاتصال بـ4 جنود إسرائيليين خلال المعارك، وسط عمليات بحث عنهم ومخاوف من احتمال أسرهم من قِبل فصائل المقاومة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن الجيش شرع في سحب قواته من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم، وتعرضت المروحيات العسكرية التي استخدمها لنقل الجنود لإطلاق نار كثيف، في حين فرضت الرقابة العسكرية حظرًا على نشر أي تفاصيل تتعلق بمصير الجنود الأربعة هناك.
تفاصيل الكمين
يُرجح أن قوات إسرائيلية تابعة للفرقة (162) واللواء (401) هي التي وقعت في كمين حي الزيتون الجديد، وفقًا لما أفادت تقارير أولية عبرية.
وقالت منصة “حدشوت للو تسنزورا” العبرية، إن اشتباكًا مسلحًا وقع أثناء محاولة إنقاذ مصابين خلال الحدث الأمني في غزة، لافتة إلى أنه تم إخلاء ما لا يقل عن 9 جنود وضباط مصابين.
فيما أفادت منصة “حدشوت لفني كولام” الإسرائيلية، بأن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حاولت أسر جنود إسرائيليين خلال الاشتباكات.
كما ذكر الموقع العبري، أن مروحية عسكرية هبطت في مستشفى “إيخيلوف”، في إشارة معتادة إلى نقل جنود مصابين. ولا يزال جيش الاحتلال يواصل التحقيق في ملابسات ونتائج الحادث.
هل فعّل الجيش بروتوكول “هانيبال”؟
مع فقدان أثر 4 جنود من جيش الاحتلال، أكدت مصادر عبرية أن الجيش الإسرائيلي فعّل بروتوكول “هانيبال” لمنع أسر أي من جنوده على يد مقاومي حماس أثناء اشتباكات حي الزيتون.
بروتوكول “هانيبال”، هو توجيه عسكري يسمح باستخدام القوة في مناطق القتال حتى مع خطر قتل الجنود والأسرى لمنع وقوعهم في الأسر. وأجاز وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف جالانت، هذا التوجيه المثير للجدل في بداية الحرب 7 أكتوبر 2023.
وقد أثارت هذه السياسة جدلًا واسعًا، ويُعتقد أنها استُخدمت بشكل غير رسمي في صراعات متعددة. ويعطي التوجيه الأولوية لمنع “نفوذ العدو” على حساب حماية أرواح الجنود، وفقًا لوسائل إعلام عبرية.
وتفعيل جيش الاحتلال لهذا البروتوكول يكشف حجم الذعر الذي أصاب القيادة الإسرائيلية كما يعتبر اعترافًا ضمنيًا بأن فصائل المقاومة كادت أن تأسر الجنود الإسرائيليين خلال اشتباكات حي الزيتون.
رسالة من القسام
بثت كتائب القسام، صورة موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي كُتب عليها عبارة “نذكّر من ينسى.. الموت أو الأسر”.
وتأتي الأحداث الأمنية الصعبة التي تعرض لها جنود الاحتلال، عقب إعلان الاحتلال “غزة منطقة قتال خطيرة”، إذ قال أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، إن الأسرى موجودون في مدينة غزة و”سيكونون مع مجاهدينا في أماكن القتال والمواجهة في ذات ظروف المخاطرة والمعيشة”.
وأضاف أبو عبيدة، أن خطط احتلال غزة “سيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد بإذن الله”، مؤكدًا أن المقاومين في حالة استنفار وجهوزية عالية، و سيلقون العدو دروسًا قاسية.