إسرائيل تشترط انسحابها من الجنوب اللبناني بتفكيك سلاح حزب الله

وكالات
ألمحت إسرائيل أنها ستقلص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا اتخذت القوات المسلحة اللبنانية إجراءات لنزع سلاح حزب الله، لكن الحزب جدد رفضه نزع السلاح.
جاء الإعلان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد يوم من لقاء بنيامين نتنياهو بالمبعوث الأمريكي توم برّاك، الذي يلعب دورا كبيرا في خطة نزع سلاح حزب الله وسحب القوات الإسرائيلية من لبنان.
وقال مكتب نتنياهو: “إذا اتخذت القوات المسلحة اللبنانية الخطوات اللازمة لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، فستتخذ إسرائيل إجراءات مماثلة، منها تقليص تدريجي” لقواتها.
ولم يحدد البيان صراحة ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستنسحب بالكامل من المواقع الخمسة التي تسيطر عليها في لبنان.
ورفض القيادي في حزب الله محمود قماطي الاقتراح الإسرائيلي، إذ قال لرويترز: “نرفض هذا الطرح رفضا قاطعا لأن لبنان الرسمي يرفض أي تعاون مباشر مع العدو الصهيوني كما يرفض أي تآمر معه على أبنائه ومقاومته”.
وأضاف: “لبنان بيده قرار دولي هو 1701 يلزم العدو الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة قديما وحديثا وقد نفذ لبنان جيشا وشعبا ومقاومة كل بنوده، وبقي العدو رافضا للتنفيذ ويطمع بمكتسبات جديدة مرفوض البحث مطلقا”.
ومضى يقول: “نطالب الدولة بالتمسك بالإجماع الوطني حول التحرير ووقف العدوان المستمر وبدء الإعمار ورفض الاستغباء الأمريكي والإسرائيلي للحكومة والشعب اللبناني وكفى ألاعيب وخدع أمريكية وإسرائيلية”.
ورفض مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية العرض الذي تقدم به مكتب نتنياهو، ورد عليه قائلا: “على إسرائيل أن تلتزم بوقف الأعمال العدائية بالكامل”.
وأضاف: “طرحها هذا معناه أن نتنياهو يريد تعثرنا، وقف الأعمال العدائية بالكامل هو المفتاح وغير ذلك يبقى كلاما بكلام”.
وتابع: “الاتفاق يقول انسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية وبطرح نتنياهو هذا فإن إسرائيل تعطينا نصف حل، نتنياهو يحاول توريطنا”.
في الوقت نفسه، قال زعيم حزب الله نعيم قاسم في خطاب مسجل بثه التلفزيون، إنه ينبغي للحكومة اللبنانية أن تضمن التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 نوفمبر، قبل إجراء محادثات بشأن استراتيجية دفاعية وطنية، مؤكدا رفض الجماعة منذ فترة طويلة نزع سلاحها.
وأوضح: “فليكن ممنوعا لديكم السلاح الذي أعزنا لن نتخلى عنه، لن نترك اسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا”.
ولم يتضح موعد تسجيل الخطاب.
يحتفظ الجيش الإسرائيلي بوجود في جنوب لبنان بالقرب من الحدود منذ موافقته على وقف إطلاق النار مع حزب الله بدعم من الولايات المتحدة في نوفمبر.
كان من المقرر أن تسحب إسرائيل قواتها في غضون شهرين، وأن تسيطر القوات المسلحة اللبنانية على جنوب البلاد، وهو معقل لحزب الله منذ زمن، وفقا للغد.
وكلف مجلس الوزراء اللبناني الجيش هذا الشهر بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة بحلول ديسمبر.
ووصف مكتب نتنياهو قرار مجلس الوزراء اللبناني دعم هذه الخطوة بأنه بالغ الأهمية.
وجاء في البيان أن إسرائيل مستعدة لدعم لبنان في جهوده لنزع سلاح حزب الله، دون أن يوضح طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه.
وقال قاسم، إن مؤيدي المقاومة، الذين قال إنهم يشكلون أكثر من نصف السكان، مستعدون لحماية ترسانتها عند الحاجة.
وكان حزب الله وحركة أمل، قد أعلنا تأجيل مظاهرة بعد ساعات من التخطيط لها يوم الأربعاء، وقالا إن القرار اتخذ للحفاظ على السلم الأهلي ومنع محاولات زعزعة استقرار البلاد.
وقال برَاك، الذي يشغل منصبي السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص لسوريا، إن إسرائيل يجب أن تلتزم بخطة نزع سلاح حزب الله، وهو ما يعني انسحاب القوات الإسرائيلية.