“طلبيّة كوباية مانجا” تسببت في إنهاء حياة الزوجة الشابة في البحيرة عند منتصف الليل

“طلبيّة كوباية مانجا” تسببت في إنهاء حياة الزوجة الشابة في البحيرة عند منتصف الليل

البحيرة – أحمد نصرة:

على مائدة عشاء بسيطة اجتمع الزوجان كما اعتادا منذ 22 عامًا، أطباق منزلية، ضحكات خفيفة، وأحاديث عادية لم توحِ بشيء استثنائي، لكنها كانت الليلة الأخيرة في حياة “نهى”، التي لم تدرك أن طلبًا عابرًا من زوجها سيكون الفخ الأخير الذي يقودها إلى موت دموي صادم.

بعد العشاء، صعد الزوج إلى سطح منزله في مركز إدكو بمحافظة البحيرة، أرسل رسالة قصيرة عبر “واتس آب” لزوجته: “هاتي كوباية مانجا وتعالي”، طلب بسيط يخلو من أي ريبة، لكن ما إن همّت بالصعود، حتى كان الزوج مختبئًا على السلم ممسكًا بسكين حادة، ينتظر اللحظة التي يطعن فيها شريكة العمر في ظهرها.

في ثوانٍ تحولت الليلة من دفء عائلي إلى مسرح جريمة، طعنات متتالية تجاوزت 12، اخترقت جسد الزوجة الشابة وأسقطتها غارقة في دمائها، صرخاتها اخترقت جدران البيت، فهرع جيرانها لمحاولة إنقاذها، لكنهم أصيبوا أيضًا بطعنات عشوائية، بعدما حاولوا التدخل في اللحظات الأخيرة.

لم يكن أحد يتوقع نهاية مأساوية بهذا الشكل، فالزوجان عاشا أكثر من عقدين تحت سقف واحد، وأنجبا ولدين وفتاة لم يمضِ على خطبتها سوى أسابيع قليلة، حتى اليوم السابق للحادث، كما يروي المقربون، جلسا معًا يضحكان ويتبادلان النكات دون أن يظهر أي خلاف كبير.

وفقًا لـ “حسن” نجل شقيق الضحية اندلعت الشرارة حين طلبت الزوجة الذهاب مع شقيقتها إلى مستشفى بالإسكندرية لإجراء عملية جراحية، فرفض الزوج بشدة، لتتحول المشادة الكلامية إلى قرار دمر حياة أسرة كاملة.

بلاغ عاجل وصل إلى مديرية أمن البحيرة، ليتحرك على الفور فريق المباحث، وبالمعاينة تبين مصرع “نهى. م”، 35 عامًا، على يد زوجها “حسن. ر”، 37 عامًا، الذي فر هاربًا عقب ارتكاب الجريمة.

البحث لم يدم طويلًا فبعد ساعات من التمشيط، عُثر على الزوج مختبئًا بين أشجار المانجو، مرهقًا ونائمًا، جرى ضبطه ونقله للتحقيق، فيما قررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثمان، وكلفت إدارة البحث الجنائي بكشف ملابسات الواقعة.

استيقظت البلدة بأكملها على فاجعة لم تتوقعها، جريمة في منتصف الليل لم تُرتكب في لحظة غضب عابرة، بل جاءت بخطة خبيثة استدرجت الزوجة ببراءة “كوباية مانجا”، وتركت خلفها أبناءً مذهولين، وأسئلة مفتوحة عن أي وحش يسكن داخل إنسان شارك سقف واحد لسنوات، ثم يقرر في لحظة أن يطعنك حتى الموت.