أستاذ قانون إسلامي في اليونان: الإفتاء فن وله متطلبات.. والذكاء الاصطناعي غير قادر على ذلك

أستاذ قانون إسلامي في اليونان: الإفتاء فن وله متطلبات.. والذكاء الاصطناعي غير قادر على ذلك

حوار -محمد قادوس

في حوار له مع مصراوي؛ قال الدكتور يشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، أثناء حضوره المؤتمر العاشر لدار الإفتاء المصرية، تحت عنوان” صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، إن المفتي الرشيد يتكون من كلمتين: الأول: المفتي، والثاني: الرشيد، والمفتي عُرِّف تعريفات عديدة نختار منها أنه: المخبر بحكم الله لمعرفته بدليله، وأما الرشيد: هو حسن التصرف في الأمر حسًّا أو معنى دينًا أو دنيا.

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، أن المفتي الرشيد: هو الحافظ لدينه المشفق على أهل ملته الفاهم الضابط الذي لا يفتي بما يخفى عليه… وإلى نص الحوار:

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية في شمال اليونان، أن المفتي الرشيد: هو الحافظ لدينه المشفق على أهل ملته الفاهم الضابط الذي لا يفتي بما يخفى عليه… وإلى نص الحوار:

*كيف يمكن تعريف “المفتي الرشيد” في عصر الذكاء الاصطناعي؟ وما هي أبرز التحديات التي يواجهها المفتي التقليدي مع ظهور هذه التقنيات؟

المفتي الرشيد يتكون من كلمتين: الأول: المفتي، والثاني: الرشيد.

فالمفتي عُرِّف تعريفات عديدة نختار منها أنه: المخبر بحكم الله لمعرفته بدليله أو المخبر عن الله بحكمه، من غير إلزام.

وتعريف الرشيد: حسن التصرف في الأمر حسًّا أو معنى دينًا أو دنيا.

وبعد تعريف كل من الكلمتين نستطيع أن نقول:

المفتي الرشيد: هو الحافظ لدينه المشفق على أهل ملته الفاهم الضابط الذي لا يفتي بما يخفى عليه.

وأبرز التحديات التي يمكن أن يواجهها المفتي التقليدي مع ظهور هذه التقنيات، هي تلك المفاسد والمضار الكبيرة التي تؤدي إليها تلك التطبيقات.

إن للذكاء الاصطناعي لها أهميته وخصائصه، وميزاته وفوائده ومنافعه في مختلف المجالات عمومًا وعلى الفتوى خاصة.

غير أن تصرفاتها وممارساتنا اليومية لا تتسم بخير محض ولا تتصرف بشر محض، فما من تصرف إلا ويشتمل على منافع ومفاسد، فحيث غلبت المنفعة كانت المشروعية، وحيث غلبت المفسدة انتفت.

يرجع إلى الانسان الذي تحتاج إلى تجاوز تلك التحديات في نفسه قبل تجاوزها في الآلة.

*هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المفتي البشري في إصدار الفتاوى؟ ولماذا؟

لا، لا يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المفتي البشري في إصدار الفتاوى؛ لأن من ضوابط الفتوى: أن تكون الفتوى ممن هو أهل لها ومنع من لا يصلح لها. لا أن يكون آلة، أن يكون مسلمًا، عاقلًا.إلخ. التثبت من الفتوى وعدم التساهل فيها مع إمعان النظر والتفكر قبل إصدارها. تجنب الحيل المحرمة والأغراض الفاسدة عند الفتوى. مراعاة العرف والعادات.

*ما أهم المهارات التي يحتاجها المفتي اليوم ليتعامل بفاعلية مع قضايا العصر ومستجداته؟

هناك مهارات علمية وشرعية، ومهارات الفكرية والتحليلية، ومهارات اجتماعية والتواصلية. ومهارات المعاصرة والتقنية، ومهارات القيمية والأخلاقية.

*كيف يمكن للمفتين الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير عملهم وتحسين دقة فتاواهم؟

هناك الكثير من الأعمال التي يمكن أن يستفيد منها بالذكاء الاصطناعي، منها: الوصول إلى المعلومات الدقيقة في أسرع وقت وبدقة كاملة لا سيما حاليًا؛ لكن في المستقبل لا ندري كيف يمكن أن يتعامل هذا الذكاء الاصطناعي. ويمكن أن يستفيد منها في تحليل المستجدات والقضايا المعاصرة.

ما أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تُستخدم في عملية صناعة الفتوى؟ (مثل: قواعد البيانات الفقهية الضخمة، أنظمة تحليل النصوص الشرعية، نماذج اللغة الذكية).

حاليًا يمكن أن يستفيد منها المفتي في الوصول إلى هذه المعلومات في وقت قصير يوفر له في الوقت والدقة، ثم اعتمادًا على المعلومات التي عنده يستطيع ان يعرف بملكته صحة المعلومات التي توصل إليها، وهل يمكن أن يصلح للمستفتي أم لا.

*هل تتوقعون أن تصبح هناك “هيئة إفتاء رقمية” تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ وما هي أهم خصائصها؟

كل ما يتصور العقل يمكن أن يصبح ذلك، ولكن هل نحن نوافق على هذا أم لا؟ من الناحية الشرعية.

*ما الدور المتوقع للمؤسسات الدينية الرسمية (مثل الأزهر، دار الإفتاء) في تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الفتوى؟

دور محوري وأساسي، لا بد أن تكون الفتوى مشخصة من شخص ومن مؤسسة معلومة معينة، تجنبًا من الفوضى في الفتوى.

*هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في توحيد الفتاوى في المسائل الخلافية، أم أنه سيزيد من التشتت؟

الذكاء الاصطناعي هي آلة وليس بشرًا. على حسب المسائل وعلى حسب الأماكن والظروف تختلف الفتاوى.

*ما التشريعات أو الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية المجتمع من الفتاوى المضللة التي قد تنتج عن إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي؟

أن تكون هناك مؤسسات رسمية، وأيضًا أن تشرف عليها الدول، وأن تجرم كل من يتصدى للفتوى ممن هو ليس اهلًا لها.

*كيف يمكن للمفتي الرشيد أن يوازن بين الأصالة والمعاصرة في فتاواه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؟

لا بد أن يتوفر في المفتي الرشيد الأصالة أولاً حتى يستطيع أن يكون مفتيًا معاصرًا، أن يكون قد درس على يد المشايخ القرآن الكريم والتراث الإسلامي من التفسير والأحاديث والنبوية الشريفة، الفقه، وأصوله، إلخ…. . ثم يستفيد من الذكاء الاصطناعي بحيث هو الذي يرشد الذكاء الاصطناعي ويكون الذكاء الاصطناعي تابع للمفتي الرشيد وليس العكس.

*ما دور المفتي في تثقيف المجتمع حول كيفية التعامل مع الفتاوى التي قد تصدر عن تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

هذه مشكلة كبيرة، العاقل من الناس من يأخذ العبرة من غيره، وغيره يأخذ العبرة من نفسه، من الصعوبة بمكان أن تقنع الناس حتى يمر بشيء من المشكلات لكي يرضى ما تقوله، فعلى المفتي أن يبين للناس بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبين مخاطر الذكاء الاصطناعي إن استعمل من غير أهله. إلخ . ثم يبين لهم الثقة بالمؤسسات الشرعية.

*هل ترى أن الذكاء الاصطناعي سيزيد من إقبال الناس على طلب الفتوى، أم سيخلق نوعًا من الانفصال بين المفتي والمستفتي؟

في البداية أظن أن الناس سيستفتون الذكاء الاصطناعي، وسيسألون المفتي، ثم سيقارنون بينهما، أو سيناظرون المفتي الحقيقي، هنا سيظهر حكمة المفتي في تصرفاته وأقواله ….إلخ.

وفي الآخر سيقرر المستفتي لمن سيعتمد. والله أعلم

اقرأ أيضًا:

يشك في زوجته ويريد إثبات جريمة الزنا في حقها.. وأمين الفتوى يرد منفعلاً (فيديو)

له 3 لوحات في الروضة الشريفة.. مفاجأة حول جنسية خطاط المسجد النبوي

أمين الفتوى: عقوق الوالدين مصيبة ودعاء الأم من قلبها على ابنها العاصي مستجاب

أبيع منتجات أون لاين بزيادة 10%.. فهل هذا حلال؟.. علي جمعة يرد