لهيب من الصنابير: أسرار أزمة مياه الشرب في “شرنوب” البحيرة

البحيرة – أحمد نصرة:
تخيل أن تفتح صنبور المياه في منزلك بحثًا عن قطرة ماء، وبدلًا منها يخرج غاز قابل للاشتعال! هذا ليس مشهدًا في فيلم خيال علمي، بل كابوس حقيقي عاشه أهالي قرية شرنوب بمحافظة البحيرة، حين تحولت أزمة انقطاع المياه المتكررة إلى خطر داهم أثار حالة من الذعر.
معاناة يومية تتحول إلى خطر حقيقي
لسنوات، اعتاد سكان قرية شرنوب على الانقطاع شبه الدائم لمياه الشرب، ما يجبرهم على تخزين كميات كبيرة كلما عادت المياه للحياة في الفجر. لكن الأزمة، بحسب شهادة المواطن محمد عطا لمصراوي، بلغت ذروتها حين انقطعت المياه لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة.
وقتها وأثناء محاولة يائسة للحصول على الماء، أدار الأهالي مواتير السحب المرفقة في منازلهم، لتكون المفاجأة بخروج رائحة غاز غريبة وقوية من الصنابير الفارغة.
لغز الغاز الغامض في أنابيب المياه
في البداية، اعتقد الأهالي أن هناك تسربًا للغاز الطبيعي، فهرعوا لإبلاغ شركة الغاز التي حضرت على الفور وقطعت الخدمة عن المنطقة كإجراء احترازي. لكن الرائحة استمرت، ليتأكد للجميع أن مصدرها ليس الغاز الطبيعي المعروف.
هنا، تحولت الأنظار إلى شركة مياه الشرب والصرف الصحي.
الكشف عن الحقيقة الصادمة
بعد أكثر من 20 ساعة من البحث والعمل المتواصل، تكشّفت الحقيقة الصادمة. كشف التقرير المبدئي أن الغاز المتسرب هو غاز الميثان، الناتج عن اختلاط مياه الصرف الصحي بمواسير مياه الشرب.
يعود السبب إلى تهالك شبكة المياه الرئيسية، مما سمح بتسرب غازات الصرف الصحي إلى داخلها، خاصة مع فراغها من المياه بسبب الانقطاع الطويل.
تحرك رسمي لاحتواء الأزمة
وقد أكد حازم البنا، مدير المركز الإعلامي لمحافظة البحيرة، أن السلطات تحركت فورًا، حيث وجهت الدكتورة جاكلين عازر، نائب المحافظ، بتشكيل فرق عمل من شركتي المياه والغاز للتعامل مع الموقف.
وأضاف أن الفرق الفنية لا تزال تعمل على تحديد أبعاد المشكلة بدقة وإصلاح الخلل بشكل كامل لضمان عدم تكرار هذا الحادث المرعب.