احتفالات صيام السيدة العذراء: مئات الآلاف من الزوار يتجمعون في دير درنكة بأسيوط

احتفالات صيام السيدة العذراء: مئات الآلاف من الزوار يتجمعون في دير درنكة بأسيوط

أسيوط ـ محمود عجمي:

يشهد دير السيدة العذراء بجبل درنكة بمحافظة أسيوط توافد آلاف الزائرين من مختلف المحافظات المصرية، خلال الفترة من 7 إلى 22 أغسطس من كل عام، للمشاركة في احتفالات صيام العذراء مريم، والتي تُعد من أبرز المناسبات الدينية لدى الأقباط الأرثوذكس.

ويحرص الزائرون على الإقامة داخل الدير طوال فترة الاحتفالات، طلبًا للبركة والمشاركة في الصلوات والقداسات اليومية، وسط أجواء روحانية تتخللها الترانيم والألحان القبطية مثل “السلام لك يا مريم” و”امدح في البتول”، التي تعبّر عن مشاعر المحبة والتقدير للسيدة العذراء والسيد المسيح عليه السلام.

داخل مغارة الدير، التي تُعد من أقدم الكنائس في مصر، يُضيء الزائرون الشموع بجوار الأيقونات المقدسة، ويرفعون الدعاء طالبين الشفاعة، مرددين ترانيم مثل “يا عدرا يا أم النور، اظهري لينا ظهور”، في مشهد يعكس عمق الإيمان والتعلق الروحي بالمكان.

وفي تصريح خاص لـ”مصراوي”، أكد الأنبا يوأنس، أسقف أسيوط ورئيس دير السيدة العذراء بدرنكة، وسكرتير المجمع المقدس، أن الاحتفالات بصيام العذراء تشهد حضور مئات الآلاف من الزائرين سنويًا، من داخل مصر وخارجها، مشيرًا إلى أن كنيسة المغارة كانت تُستخدم منذ العصور الفرعونية كمأوى من فيضان النيل.

وأضاف وسكرتير المجمع المقدس، يُعد دير درنكة من أبرز المحطات في مسار رحلة العائلة المقدسة داخل مصر، حيث يُعتقد أنه كان آخر موضع أقامت فيه العائلة قبل العودة إلى فلسطين، بعد أن لجأت إليه هربًا من بطش الملك هيرودس، وفقًا لما ورد في إنجيل متى.

وأوضح الأنبا يوأنس، يتميز موقع الدير بسهولة الوصول إليه، إذ يقع على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ويرتفع حوالي 120 مترًا عن سطح الأرض الزراعية، ويمكن الوصول إليه بالسيارة خلال 15 إلى 30 دقيقة. كما يربطه الطريق الدائري بأسيوط، مما يسهل حركة الزائرين من مختلف الاتجاهات.

ويضم الدير عددًا من الكنائس، أبرزها كنيسة المغارة التي يعود تاريخها إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وتبلغ واجهتها حوالي 160 مترًا وعمقها 60 مترًا. كما يحتوي على منشآت متعددة تصل إلى خمسة طوابق، تشمل قاعات للخدمات الدينية والاجتماعية، وأنشطة فنية، بالإضافة إلى حجرات للضيافة والإقامة.