من محطة السكة الحديد إلى المشرحة: حكاية شقيقين يعودان في تابوت واحد بالبحي

البحيرة – أحمد نصرة:
كان كل شيء يسير بهدوء صباح اليوم الأربعاء، حين وقف الطفلان محمد وحسن، بجوار جدتهما على رصيف محطة قطارات إيتاي البارود، ينتظرون القطار في طريقهم لزيارة خالتهما بالقاهرة.
ضحكة بريئة، ويد صغيرة تمسك بتذكرة السفر وفجأة، طارت التذكرة في الهواء، واستقرت على القضبان، فركض “حسن” وراءها كأنه يطارد حلمًا صغيرًا، وقبل أن يلتفت أحد، قفز شقيقه محمد خلفه، بعدما لمح القطار السريع مقبلًا وهو يحمل معه رائحة الموت، لحظات قليلة كانت كافية لتنقلب الأمور رأسًا على عقب ويشق الهدوء صرخات الفزع ممن شاهدوا الواقعة
“القطر ضربهما هما الاتنين، وجثتهما أصبحت قطعًا”، هكذا وصف نصر، أحد أقارب الطفلين، لحظة الحادث التي وقعت صباح اليوم، داخل محطة سكة حديد إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
وأضاف نصر: “كان الطفلان مسافرين مع جدتهما، حسن التذكرة طارت من إيده، ومحمد نزل عشان ينقذه.. اتخبطوا هما الاتنين”.
وتابع بصوت متهدج: “جثثهما اتحولت لأشلاء.. قعدنا في المستشفى أكثر من ساعتين بنغسل فيهم، كانوا قطع.. مش عارفين نجمعهم.”
ويوضح نصر: “أبوهم راجل على قد حاله شغال على توكتوك، معاه 3 أولاد، منهم الاتنين إللي ماتوا دول.”
كان الطفلان محمد أحمد طلبة زين، 15 عامًا، وشقيقه حسن، 6 أعوام، لقيا مصرعهما دهسًا أسفل عجلات قطار ركاب سريع أثناء عبورهما شريط السكة الحديد، وسط صدمة كبيرة لأسرتهما وسكان قرية قليشان التابعة لمركز إيتاي البارود.