أسبوع القرار الحاسم: أمام إسرائيل ثلاثة خيارات تؤثر على مستقبل الصراع في غزة

كتبت- أسماء البتاكوشي:
في الأيام الأخيرة، نشب خلاف داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي بشأن خيار احتلال قطاع غزة، إذ يؤيد بعض الوزراء هذا التوجه، بينما يعارضه آخرون، من بينهم رئيس الأركان إيال زامير، الذي يفضل تنفيذ عملية محدودة بدلًا من احتلال شامل.وبحسب ما نشرته القناة 14 العبرية، فإن رئيس الأركان إيال زامير يقدّر أن هذا الأسبوع سيكون حاسمًا لتحديد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، موضحًا أنه إذا لم يتحقق ذلك، فإن القتال في قطاع غزة سيستمر دون توقف.
وفي هذا السياق، يرى زامير أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لإسرائيل، لا سيما في ما يتعلق بالجبهة الجنوبية، إذ قال: “أتوقع أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة ما إذا كنا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، وإلا فسيستمر القتال دون توقف”.
ما نوع القتال المتوقع حال فشل المفاوضات؟
وفقًا لمسؤول رفيع في المجلس الوزاري الأمني المصغر، فإن غالبية الوزراء تؤيد تنفيذ خطوة واسعة لاحتلال قطاع غزة، وليس الاكتفاء بعملية محدودة أخرى على غرار “عربات جدعون”. في المقابل، يرفض رئيس الأركان إيال زامير هذه الخطة، ويقود نحو تكرار نفس النمط من العمليات السابقة.
وتنقل القناة 14 العبرية عن المسؤول ذاته قوله: إن المقصود بـ”المزيد من الشيء نفسه” هو تنفيذ عملية عسكرية جديدة تهدف إلى الضغط على حماس للوصول إلى اتفاق، لكن هذه الإستراتيجية سبق أن استخدمت في عملية “عربات جدعون” دون أن تحقق أهدافها.
وفي ظل المداولات المستمرة على مستوى القيادة السياسية والعسكرية، تتضح حاليًا 3 خيارات رئيسية لمواصلة القتال. الخيار الأول: تنفيذ عملية عسكرية جديدة للضغط على حماس، مع استمرار الأعمال القتالية على أمل الوصول إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى.
الخيار الثاني: تطويق المعسكرات المركزية التابعة لحركة حماس، وهي خطوة محدودة تكتيكيًا، قد تفقد فعاليتها إذا استمرت المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كما هي.
الخيار الثالث: احتلال قطاع غزة بالكامل، عبر مناورات برية في مناطق لم يسبق للجيش الإسرائيلي دخولها، وهو خيار قد يترتب عليه عواقب خطيرة، من بينها تعريض حياة الأسرى للخطر.
واختتم رئيس الأركان إيال زامير تصريحاته، مشددًا على أن الوضع يتطلب اتخاذ قرارات واضحة، حتى في ظل غياب اتفاق بين المستويين السياسي والعسكري، مؤكدًا ضرورة اجتماع الجهات المعنية لتحديد الطريقة المناسبة لإنهاء الحرب.
وفي السياق ذاته كشفت هيئة البث العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، من المزمع أن يعقد اجتماعًا، اليوم الثلاثاء، لتحديد مصير الحرب على قطاع غزة.
وقالت هيئة البث، إن اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بقادة “الكابينت”، بهدف “حسم القرار بخصوص استمرار الحرب على غزة من عدمها”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد زعم، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لا تريد صفقة بل تريد كسر الاحتلال عبر مقاطع فظيعة للأسرى في غزة، على حد وصفه.
وجاء هذا بعدما نشرت حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مقطعين جديدين لأسيرين إسرائيليين هما روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، إذ ظهرا نحيلان ومتعبان؛ ما أثار ضجة في الشارع الإسرائيلي وأجج الدعوات لضرورة التوصل لاتفاق في أسرع وقت لتحرير الأسرى.
وأكدت الحركتان في مقاطع الفيديو أن الغرض منها تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في قطاع غزة المهدد بـ”مجاعة معمّمة”، بحسب الأمم المتحدة.
وبناء على هذا طلب نتنياهو من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة في توفير “الطعام” و”العلاج الطبي” للأسرى الإسرائيليين في غزة، فيما طالبت حماس في المقابل بفتح “ممرات إنسانية” في القطاع المنكوب.