من بائعة مناديل في طنطا إلى صدارة التريند.. قصة “علياء قمرون” المثيرة للجدل

من بائعة مناديل في طنطا إلى صدارة التريند.. قصة “علياء قمرون” المثيرة للجدل

كتب – مختار صالح:

من فتاة بسيطة تبيع المناديل في الشوارع إلى اسم لامع في عالم التيك توك، تحيطه الأضواء وتطارده الشائعات.. إنها “عليا قمرون”، أو علياء سعيد، التي تحولت في شهور قليلة إلى واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي في مصر.

– من الشارع إلى الشاشة

نشأت “علياء” في أحد الأحياء الشعبية بمصر وبالتحديد مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حيث اعتادت العمل كبائعة متجولة لتأمين قوت يومها. لم تكن تعرف طريقًا إلى الكاميرا أو النجومية، حتى دخلت إلى تطبيق تيك توك بملامح هادئة، وملابس متواضعة، ومحتوى ديني بسيط، أبرزها فيديو الترتيلة الشهيرة “قمرون سيدنا النبي”، الذي أكسبها لقبها المعروف “علياء قمرون”.

– التحوّل الجريء

ما لبثت الفتاة أن بدّلت مسارها بالكامل، حيث بدأت تدريجيًا في خلع الحجاب وتغيير أسلوبها من الفيديوهات الدينية إلى محتوى أكثر جرأة، يواكب الترندات ويعتمد على الرقص، التحديات، والمقاطع الكوميدية.

شاركت في فيديوهات مع تيك توكرز معروفين مثل سوزي الأردنية، خالد بيبو، وشخصيات أخرى، مما زاد من شعبيتها، لكنها في المقابل أصبحت تحت مرمى نيران النقد.

– محتوى متنوع وجمهور بالملايين

تتنوع فيديوهات عليا قمرون ما بين: مقاطع رقص وتعابير وجه مميزة، فيديوهات عن مواقف حياتية وشخصية، بث مباشر تطلب فيه الدعم المالي من جمهورها، إعلانات لمنتجات إلكترونية وتجارية.

بعض فيديوهاتها تخطت 13 مليون مشاهدة، ما جعلها في مصاف مشاهير “التيك توك” رغم البدايات المتواضعة.

– شهرة على إيقاع الجدل

ورغم انتشارها الواسع، لم تسلم “عليا” من الانتقادات والجدل، حيث دخلت في مشادات كلامية مع تيك توكرز آخرين، وتعرضت لاتهامات بـ النصب والتسول عبر اللايفات.

أثار تحولها من فتاة محجبة إلى شخصية أكثر تحررًا موجة من الانقسام في الرأي العام.

سردت في بث مباشر تعرضها لـ السرقة والاعتداء في القاهرة، ما أضاف بُعدًا إنسانيًا لمتابعيها، وإن لم يُقنع الجميع.

– نجاح اقتصادي واجتماعي

لم تكتفِ “علياء” بالشهرة المعنوية، بل حوّلتها إلى مصدر دخل فعلي، حيث روجت لمنتجات وماركات مختلفة في فيديوهاتها، تلقت دعمًا ماديًا مباشرًا في البثوث.

سافرت إلى دبي برعاية خاصة، وخضعت لعلاجات هناك، مما أثار تساؤلات واسعة عن مصادر تمويلها والداعمين خلف الكواليس.

– شخصية مركبة وجمهور منقسم

ما يميز “عليا قمرون” هو شخصيتها الصريحة، صوتها اللافت، وردودها المباشرة، مما جعل منها شخصية قريبة من البعض، ومستفزة للبعض الآخر.

يرى فيها البعض نموذجًا للكفاح والتحول الناجح من الفقر إلى التميز، بينما يراها آخرون رمزًا للابتذال والبحث عن الشهرة بأي ثمن.

– من قصة شخصية إلى ظاهرة مجتمعية

سواء أحبها الجمهور أو هاجمها، تظل “عليا قمرون” نموذجًا حيًا لتحوّلات السوشيال ميديا، التي يمكن أن تنقل شخصًا من الهامش إلى الواجهة، وتحوّل “الترند” إلى حياة ومصدر رزق ونفوذ.

قصتها ليست فقط عن فتاة صعدت من الشارع إلى الشاشة، بل عن مجتمع بأكمله تغيرت مفاهيمه حول الشهرة، والقبول، والنجاح، في عصر لا تحكمه كاميرا فقط، بل رأي عام ينقسم عند كل فيديو.