استشاري الصحة النفسية: الخوف من رنين الهاتف تحول إلى مرض نفسي

كتب- أحمد عبدالمنعم:
قال الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، إن كثيرًا من الناس يرتكبون خطأ شائعًا بمحاولة لعب دور المعالج النفسي لأنفسهم أو لغيرهم، دون وعي بخطورة ذلك. وأضاف: “لست مضطرًا أن تتحمل مشاكل الآخرين أو تسمح لنفسك بفتح صدرك لهم إن لم تكن مختصًا أو مؤهلاً لذلك، خاصة إن كانوا ممن يستهلكون طاقتك أو يربكون توازنك النفسي. فقط خذ خطوة للخلف لحماية ذاتك، والله سيعوضك عن كل ما تركته لله”.
وأضاف “هارون”، خلال لقائه في برنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا” على شاشة “سي بي سي”، أن بعض الشخصيات، خاصة النساء، قد تكون شديدة الحساسية بسبب تجارب مؤلمة في الطفولة أو العلاقات. وأوضح أن الزوج المسيطر أو المدير المتسلط أو الأهل المؤذين يضعون هذا الشخص في حالة توتر دائم، مما قد يخلق لديه ما يُعرف بـ”الاستجابة المزمنة للتوتر”، والتي قد تتحول إلى غضب مكبوت ينفجر في أي وقت.
وأكد عضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن اضطرابًا جديدًا بدأ ينتشر مؤخرًا بين الناس، يُدعى “رينجزايتى ديس أوردر” أو “اضطراب القلق من رنة الهاتف”، وهو حالة يشعر فيها الشخص بالخوف أو الفزع كلما سمع صوت مكالمة أو تلقى رسالة، نتيجة تراكمات نفسية وخبرات سلبية متكررة وعلاقات تؤذيه دون انقطاع. وتابع: “هذا القلق أصبح منتشرًا لدرجة أنه بات يعكس مدى إنهاك الجهاز العصبي بسبب الضغوط اليومية”.
وأوضح “هارون” أن ترميم الصحة النفسية يبدأ أولًا بالابتعاد عن الحديث السلبي والعلاقات المؤذية، ثم يأتي تدريب النفس على الصلابة والمرونة النفسية أو ما يسمى بـ”المنتال تافنس”، وهي مهارة يمكن اكتسابها مع الوقت والإرشاد النفسي الصحيح. وقال إن العلاج النفسي ليس كما يظنه البعض مجرد حكايات أو تحفيز، بل هو برنامج واضح بزمن وخطة وتقييم، مشددًا على ضرورة التفرقة بين الطبيب النفسي المعالج، والمتخصصين في التنمية البشرية أو الدعم المعنوي.