8 ساعات من العذاب: معلومات مروعة حول قضية تعذيب وقتل مواطن في الإسكندرية

الإسكندرية – محمد عامر ومحمد البدري:
ثماني ساعات كاملة تحوّلت فيها غرفة صغيرة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية إلى مسرح لجريمة وحشية، تجاوزت كل حدود الإنسانية.
شابٌ طالب بحقه في مبلغ مالي، فوجد نفسه مكبلًا، تُنزع أظافره، يُضرب ويُحرق حتى خرجت روحه تحت وطأة العذاب، فيما كانت زوجته تبكي خلف باب موصد.
– طلب “حقه”.. فكان الثمن حياته
كانت البداية بمطالبة المجني عليه “أ.ر.أ” لجاره، صاحب محل دراجات نارية، بمبلغ مالي كان قد أقرضه له من قبل. لم يتوقع الضحية أن تلك المطالبة البسيطة ستكون تذكرة عبوره إلى الموت.
لم يكتفِ المتهم “ن.م.أ” برفض السداد، بل استعان بشريكه في الجريمة “ز.هـ.ع”، وقررا تلقين الضحية درسًا داميًا، انتهى بجريمة قتل بشعة داخل شقة الأول.
– 8 ساعات من العذاب.. مطواة ونار واقتلاع أظافر
بحسب أوراق القضية رقم 20412 لسنة 2023 جنايات العامرية أول، بدأ المتهمان حفلة التعذيب بتكميم فم المجني عليه وتقييد قدميه، حتى لا يتمكن من الحركة أو الصراخ.
ثم انهالوا عليه ضربًا بعصا خشبية ومطواة، وكيّوا جسده بسكاكين ساخنة، وسكبوا عليه مواد كحولية تزيد الألم اشتعالًا.
أصابعه لم تنجُ، إذ أقدم أحد المتهمين على اقتلاع أظافره واحدًا تلو الآخر، دون رحمة أو وازع، حتى فقد الضحية وعيه ثم حياته.
– زوجته شاهدت كل شيء.. ودفعت الثمن
المشهد الأكثر قسوة في تفاصيل الجريمة كان حين حاولت زوجة المجني عليه التدخل لإنقاذه.
الوحشية لم تتوقف عنده، بل امتدت إليها، حيث تعدى عليها المتهمان بالضرب، واحتجزاها في غرفة أخرى بالقوة، حتى لا تطلب النجدة، وتابعوا تعذيب زوجها حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
– عدالة سريعة.. والإعدام نهاية الجلاد
التحقيقات لم تستغرق وقتًا طويلًا، فقد كشفت أجهزة الأمن ملابسات الجريمة سريعًا، وألقت القبض على المتهمين، وحررت محضرًا بقسم شرطة العامرية أول، وأحالت النيابة العامة القضية إلى محكمة الجنايات.
وفي حكم رادع صدر عن محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية، قضت المحكمة بـ: الإعدام شنقًا للمتهم الأول “ن.م.أ”، السجن المشدد 10 سنوات للمتهم الثاني “ز.هـ.ع”.
وجاء الحكم برئاسة المستشار عبد الله عبد السميع خطاب، وعضوية المستشارين خالد عبد السلام خلف، وتامر محمد بديع، ومحمد عبد العزيز مدكور.
– صرخة في وجه الغدر
قضى “أرأ” نحبه لأنه طالب بحقه، ليكون صوته صرخة في وجه الظلم والغدر، وذكرى دامية تضاف لسجل الجرائم التي لا تعكس فقط غياب الرحمة، بل غياب الإنسان.
لم يكن المجني عليه يحمل سلاحًا، ولا جاء مهددًا، كل ما طلبه كان “حقه”.. فكان الثمن حياته.
ثماني ساعات من الألم والصرخات ختمها الموت، ليتحوّل صراع مالي بسيط إلى جريمة بشعة، تُذكرنا أن الغضب إذا تحوّل إلى وحش، فإن الضحية قد يكون جارًا أو صديقًا أو حتى صاحب فضل. والآن، طوت العدالة صفحة الجريمة بالحكم الذي أثلج صدور ذوي الضحية.