“إما كل شيء أو لا شيء”: كيف تغير موقف الولايات المتحدة بشأن مفاوضات غزة؟

“إما كل شيء أو لا شيء”: كيف تغير موقف الولايات المتحدة بشأن مفاوضات غزة؟

كتبت- سهر عبد الرحيم:

توقفت محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مجددًا بعد تعثرها بسبب خلافات بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الطرفين لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

وكشف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن تحول في موقف الرئيس دونالد ترامب بشأن مفاوضات غزة، إذ قال ويتكوف إن ترامب يريد “صفقة شاملة” تفضي إلى الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، الأحياء والجثث، دفعة واحدة وذلك بدلًا من الصفقات الجزئية التي تسمح بالعودة للقتال مرة أخرى.

وأدلى ويتكوف بهذا التصريح، خلال اجتماع استمر ساعتين في تل أبيب مع العشرات من عائلات الأسرى الإسرائيليين أمس السبت. ويعتبر ذلك بمثابة اعتراف بأن النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة وإسرائيل على مدى الأشهر الستة الماضية لمحاولة التوصل إلى وقف جزئي وتدريجي لإطلاق النار واتفاق بشأن الأسرى “قد فشل”، بحسب موقع “أكسيوس”.

وعلى الرغم من أن المبعوث الأمريكي الخاص لم يكشف تفاصيل الخطة التي ستتبعها واشنطن لإنهاء حرب غزة والتوصل لاتفاق يعيد جميع الأسرى لديارهم دفعة واحدة، لأسباب قال إنه لا يستطيع مناقشتها في الوقت الحالي، فإنه أردف قائلًا: “أعتقد أننا سننجح هنا في نهاية المطاف”.

وأضاف ويتكوف لعائلات الأسرى: “الآن علينا استعادة جميع الأسرى العشرين في آنٍ واحد… نعتقد أنه يجب علينا تحويل مسار المفاوضات إلى خيار الكل أو لا شيء، حتى يعود الجميع إلى ديارهم. نعتقد أنها ستكلل بالنجاح، ولدينا خطة لذلك”.

ص 2_3

وبحسب “أكسيوس”، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يفضل التوصل إلى “اتفاق شامل” منذ بداية المفاوضات، لكنه أيد نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الصفقات الجزيئة، إذ فضل الأخير وقف إطلاق نار تدريجي وجزئي لأسباب سياسية وحتى لا يضطر لإنهاء الحرب بشكل كامل.

وقال مسؤول إسرائيلي، إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ناقش مع نتنياهو، في وقتٍ سابق، إمكانية الانتقال من اتفاق تدريجي جزئي بشأن غزة إلى اتفاق شامل”.

بينما أفاد مسؤول إسرائيلي كبير ومصدران آخران مشاركان في المفاوضات، بأنه لم يتم اتخاذ القرار النهائي بتغيير المسار التفاوضي بعد، مشيرين إلى أن الاتفاق الجزئي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة لا يزال مطروحًا على الطاولة.

ص 3_4

أسباب التحول الأمريكي

يقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، إن التحول في الموقف الأمريكي لا يعني بالضرورة الدخول في مفاوضات بين إسرائيل وحماس بشكلها الحالي بهدف التوصل لصفقة شاملة، وإنما سيكون هناك “شروط” تُملى لإنهاء الحرب، جزءً منها يتعلق بنزع سلاح حركة حماس والموافقة على عدم وجودها في اليوم التالي للحرب.

ويضيف مطاوع خلال حديثه لـ”مصراوي”، أنه إذا تم تطبيق تلك الشروط، فإنه يمكن الحديث وقتها عن صفقة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة فضلًا عن انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة إلى المناطق الحدودية، وفي المقابل، فإن قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة ستتولى مهمة إدارة القطاع في اليوم التالي للحرب.

ويشير المحلل السياسي، إلى أن التحول في الموقف الأمريكي جاء بسبب فشل الصفقات الجزئية في إنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى جميع المحتجزين في القطاع، كما أبرز مؤتمر الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي عُقِد الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك الأمريكية، تغير الموقف الدولي من الحرب.

ص 4_5

ويوضح مطاوع، أن إنهاء الحرب لم يعد مطلبًا أمريكيًا، بل أصبح مطلب دولي وعربي، وبالتالي فإنه على إسرائيل وحماس الخضوع إلى تلك الضغوطات، مشيرًا إلى أنه بدون ذلك لن يتم إنهاء الحرب، إذ لا يعتقد أن حماس ستنخرط في مفاوضات.

ويعتقد الكاتب الفلسطيني، أن التيار المسيطر حاليًا داخل حماس ينظر إلى حرب غزة على أساس أنه إذا لم تبقَ الحركة موجودة في اليوم التالي للحرب، فإن الأوضاع ستظل على حالها إلى أن ينهك أحد الطرفين أو يحدث تغير دراماتيكي يُمكّن حماس من الاستمرار في الحكم بعد الحرب.