معاناة وجوع وتسوّل: حكاية أب يحوّل حياة طفليه التوأم إلى كابوس

معاناة وجوع وتسوّل: حكاية أب يحوّل حياة طفليه التوأم إلى كابوس

الشرقية – ياسمين عزت:

لم يطلب الطفلان التوأم سوى حضن أب، فكان نصيبهما سيخًا من الحديد وغرغرينة تلتهم ساق طفلة في عمر الزهور.

في جريمة صادمة هزت محافظة الشرقية، كشفت تحريات الأجهزة الأمنية عن أب جرّد نفسه من كل مشاعر الرحمة، وعذّب طفليه التوأم بوحشية، مستخدمًا أدوات حديدية ساخنة، قبل أن يدفع بهما إلى أرصفة الشوارع للتسول مقابل حفنة من الجنيهات.

لم تنتهِ مأساة الطفلين عند الضرب والإهانة، بل تجاوزت ذلك إلى إصابات خطيرة هددت ببتر ساق إحداهما، فيما لا يزال جسد الآخر يحمل آثار الألم، وقلوب القرّاء لم تستوعب بعد: كيف يكون الأب هو الجلاد؟

ونسرد عبر موقع “مصراوي”، تفاصيل القصة الكاملة لأب حول حياة طفليه التوأم إلى جحيم في الشرقية، خلال السطور التالية:

في واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري والاتجار بالبشر، أحالت نيابة شمال الزقازيق الكلية بمحافظة الشرقية، اليوم الأحد، أبًا إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة تعذيب نجليه التوأم واستغلالهما في التسول، ما أدى إلى إصابات بالغة كادت تودي بأحدهما إلى البتر.

– بلاغ الجدة يفضح الجريمة

كشفت الواقعة المروعة بعد بلاغ قدمته سيدة تُدعى (ج.ح)، وهي جدة الطفلين من ناحية الأم، إلى مركز شرطة الإبراهيمية.

واتهمت الجدة في البلاغ، حفيدها المدعو “ع ر.”، 35 عامًا، عامل، بتعذيب طفليه التوأم (أ.ع) و(أ.ع)، البالغين من العمر 11 عامًا، واستخدامهما في أعمال التسول منذ انفصاله عن والدتهما.

– سيخ حديد وغرغرينة تهدد بالبتر

بحسب شهادة الجدة، فإن الأب المتهم لم يكتفِ باستغلال الطفلين في الشوارع، بل تعدى عليهما بالضرب المبرح، ووصل به الأمر إلى استخدام سيخ حديد ساخن لتعذيب ابنته الصغيرة، ما أدى إلى إصابتها بغرغرينة في الساق اليمنى تهدد ببترها.

أما شقيقها، فتعرض لضرب وحشي نتجت عنه إصابات متعددة، وفقًا لما أكدته المعاينة الأولية وتقارير طبية لاحقة.

– تحرك أمني عاجل وضبط المتهم

فور تلقي البلاغ، شكّلت مديرية أمن الشرقية فريق بحث جنائي، نجح خلال ساعات في ضبط الأب المتهم واقتياده إلى مركز الشرطة، وتم تحرير المحضر رقم 926 لسنة 2025 جنح الإبراهيمية، فيما أُحيل الطفلان إلى الطب الشرعي لبيان ما بهما من إصابات.

– اتهامات خطيرة.. والنيابة تأمر بالإحالة

باشرت النيابة العامة التحقيقات، وواجهت المتهم بعدة اتهامات من بينها: الاتجار بالبشر، تعذيب قُصّر، تعريض حياة الأطفال للخطر، استغلال الأطفال اقتصاديًا.

وبعد انتهاء التحقيقات، قررت النيابة إحالة الأب إلى محكمة جنايات الزقازيق، ليواجه عقوبات قد تصل إلى السجن المشدد لسنوات طويلة.

– صرخة وجع من جسد طفلة

قصة الطفلة التي تواجه شبح البتر لم تكن سوى قمة جبل الجليد، فهناك آلاف الأطفال في مصر يُستغلّون في أعمال التسول تحت سمع وبصر المجتمع، وسط غياب رقابة حقيقية على مصيرهم.

لم تكن الطفلة بحاجة لسيخ حديد لتتعلم الطاعة، ولا كان شقيقها يحتاج للشارع ليكسب قوت يومه، بل كانا فقط بحاجة لأب يُربّي لا يُعذّب، يُحضن لا يُتاجر.

ويقبع الأب الآن، خلف القضبان في انتظار محاكمته، بينما يرقد التوأم في المستشفى بين الألم والخوف من مستقبل بلا سند.