ما دلالات قرار ترامب إرسال غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا؟

ما دلالات قرار ترامب إرسال غواصتين نوويتين بالقرب من روسيا؟

بي بي سي

نشرت صحيفة “التلجراف” البريطانية مقالًا بعنوان: “بيان ترامب بشأن الغواصات النووية لا يغيّر أيّ شيء من واقع الأمر”، للكاتب لويس بيدج.

ورصد الكاتب أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”تحريك غوّاصتين نوويتين إلى المناطق المناسبة”، على حدّ تعبيره، ردًا على تهديدات أطلقها الرئيس الروسي السابق، ديمتري مدفيديف – الحليف المقرّب للرئيس الحالي فلاديمير بوتين.

ورأى الكاتب أن هذه الخطوة من جانب ترامب “لا معنى لها على الإطلاق”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك 14 غواصة من طراز “أوهايو” مزوّدة بصواريخ باليستية، وأنّ اثنتين من تلك الغواصات كانتا قادرتين على ضرب روسيا حتى من قبل أن تبدأ هذه “الحرب الكلامية” بين مدفيديف وترامب.

وتحمل كل غواصة حوالي 24 صاروخًا من طراز “ترايدنت-2″، وكلّ من هذه الصواريخ يحمل بدورِه أربعة رؤوس حربية، كلّ رأس منها قادر على طمْس معالم مدينة بأكملها.

ومنذ عقود، وعلى مدار الساعة، “توجد دائمًا غواصات أمريكية وفرنسية وبريطانية في وضعية الاستعداد لتدمير روسيا؛ وعليه، فلم تكُن هناك حاجة لتحريك أيّ من هذه الغواصات لتحقيق ذلك الهدف”، وفقًا لكاتب المقال.

ورأى الكاتب أن هناك أسبابًا وجيهة لعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة، ليس أقلّها أنّ الغواصات بالفعل في وضعية الاستعداد.

أضِف إلى ذلك أن مثل هذه الغواصات الرادِعة تحاول جاهدة التخفّي، وهذا هو السبب وراء وضْع صواريخ بالستية على متن الغواصات؛ بحيث يتعذّر تحديد مكانها، ومن ثمّ يستحيل مباغتتها بضربة استباقية.

كما أن غواصات الردع هذه، عادة ما تتحرك في المياه خُلسة وبخُطى شديدة البُطء، وإذا ما تقرَّر تغيير موضعها فإن ذلك من شأنه أن يتطلّب تسريعًا في وتيرة حركتها وبالتالي تسهيل العثور عليها – وهو ما يجعل الفكرة نفسها في غير محلّها، وفقًا للكاتب.

ويقول الكاتب: “لربما أمر الرئيس ترامب بنشر المزيد من الغواصات، لكن الموجود منها يكفي وزيادة”.

واختتم لويس بيدج قائلًا إن “الكلمات مُهمّة، وخصوصًا في سياق الحديث عن ‘حرب هرمجدون نووية’ قد تُسدل الستار على الحياة في كوكب الأرض. ولا شك أن ترامب إنما أراد القول إنه لا يخشى تهديدات مدفيديف، لكن الخطوة التي يقول إنه اتخذها، لا تغيّر من واقع الأمر شيئً”.