مأساة ثنائية في الإسماعيلية: غرق “مؤمن” في ترعة سرابيوم أثناء سعيه للبحث عن

الإسماعيلية – أميرة يوسف:
في قرية سرابيوم التابعة لمركز ومدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، تعيش أسرة مأساة إنسانية قلّ أن تتحمّلها القلوب، بعد مرور عشرين يومًا على اختفاء طفلها “عبد الله”، دون أثر، وسط ظروف غامضة، تحولت رحلة البحث الطويلة من أمل في العثور على الصغير، إلى وجع مضاعف بعد أن فقدت الأسرة شابًا آخر من أبنائها أثناء محاولته البحث عن الطفل الغائب.
عبد الله، ابن العامين ، كانت آخر مشاهدة له وهو يقف بجوار ترعة سرابيوم، ثم اختفى، لم يؤكد أحد سقوطه في المياه، ولم يرَ أحد لحظة الغياب، ورغم ذلك، كانت الترعة ولا تزال محور البحث، ومصدر الأمل الوحيد.
على مدار الأيام، لم تتوقف محاولات الإنقاذ، ولم تهدأ دموع الأسرة، بينما كانت الأم تخرج في الفجر، تنادي في الطرقات، وتهمس خلف الأبواب:“يمكن اسمع صوت عبد الله.. يمكن يكون مستخبي أو حد أخده وسابه في جامع.. بس يرجعلي ابني”.
وفي اليوم السابع عشر من الاختفاء، قرر “مؤمن” ابن عمة عبد الله، وصاحب الـ18 عامًا، أن يتصرف، لم يحتمل دموع خاله، ولا نظرات أمه المنهارة، فقال بثبات: “أنا هنزل الترعة وأدور عليه.. يمكن أرجعه ويفرح قلبي وقلب خالي”.
جرفه التيار، وغرق في نفس الترعة التي نادى منها على ابن خاله، ليخرج جثة هامدة بعد ساعات، وسط صدمة وحزن عمّ القرية بأكملها.
وفي لحظة الوداع، جلست الجدة، مكسورة القلب، تبكي حفيدها الذي خرج يبحث عن الآخر، وقالت بصوت مرتجف يخترقه الوجع: “يا مؤمن يا حبيبي.. مالك استعجلت؟! كنت ضهر لأهلك.. كنت النور اللي بيطمنّا.. دي الترعة غدرت بيك وانت رايح تطمن خالك.. كنت سند أبوك، روحت ليه؟!”.
ثم نظرت إلى مياه الترعة وصرخت:“عبد الله، اطلع يا حبيبي.. ابن عمتك مات وهو بيدوّر عليك.. ارجع يا نور عينه.. ما ترجعش مؤمن لوحده!”.
الآن، لا يزال رجال الإنقاذ يواصلون البحث، بينما تغرق القرية في وجع ثقيل، والأب لا يزال على ضفة الماء، يردد: “هاتولي ابني، حي أو ميت.. أنا قلبي مش هيرتاح غير لما أخده بين إيديا”.