شومان: أقوال الدكتورة سعاد صالح حول جواز تدخين الحشيش تم تأويلها بشكل خاطئ

شومان: أقوال الدكتورة سعاد صالح حول جواز تدخين الحشيش تم تأويلها بشكل خاطئ

كتب-محمد قادوس:

علق الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، على الحالة الجدلية التي أثارتها الدكتور سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بعد أن أكدت أن تدخين الحشيش يُعتبر جائزًا شرعًا لعدم تأثيره على العقل كالخمور.

وقال شومان، عبر صفحته الرسمية على” فيسبوك”: أعتقد أن تصريحات الدكتورة سعاد صالح حرفت، فلا أظنها أباحته، ولكنها نفت وجود نص يحرمه، وهذا لا يعني إباحته ومن يقول بذلك فقوله خطأ، فكل ما يضر حرام.

هذه الفتوى دفعت العديد من الجهات لإصدار بيانات عاجلة للحفاظ على الشباب من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع وهي تناول الحشيش حيث أصدرت كل من، وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، الحشيش في حكم الخمر، كما عارضت دار الإفتاء تصريحات سعاد صالح بقوة، والبحوث الإسلامية يستنكر تصريحات الحشيش.

رد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف:

قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن” الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء”، محذراً مما سماه «محاولات البعض تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور، والتهاون في هذا الأمر»، كما لفت عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن «هناك عدة مؤلفات شرعية، مثل كتاب الإمام بدر الدين الزركشي (زهر العريش في تحريم الحشيش)، وكتاباً آخر من تأليف العلامة السيد عبد الله بن الصديق، عنوانه (واضح البرهان، على تحريم الخمر والحشيش في القرآن)، تثبت حرمة الحشيش بما لا يدع مجالاً للشك.

تصريح الإفتاء يخالف إجماع العلماء

وفي بيان سابق صدر عن دار الإفتاء المصرية شددت الدار على «حرمة مخدر الحشيش شرعاً، باعتباره يأتي ضمن كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل»، مؤكدة أن المخدِّرات بجميع أنواعها وعلى اختلاف أسمائها، من مخدِّرات طبيعية وكيميائية، وأيّاً كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب أو الشم، أو الحقن؛ «محرمة لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن».

وأوضح بيان الإفتاء أن الإجماع بين فقهاء الأمة «أكد على هذه الحُرمة، ومنهم الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه (البناية)، حيث قال في خصوص جوهر الحشيش إنه مخدر ومفتر ومكسل، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه».

ولفتت الإفتاء إلى” أهمية الوعي والتثبت، وأخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة الموثوقة عند البحث عن الحكم الشرعي”.

البحوث الإسلامية يستنكر تصريحات الحشيش

أما مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف فاستنكر، في بيان شديد اللهجة التصريحات غير المنضبطة في هذا الشأن، مؤكدا أن الحشيش من المواد المخدرة المذهبة للعقل والمحرمة بالإجماع.

وقال البحوث الإسلامية، إن اللجان العلمية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تابعت ردود الأفعال حول ما صرَّحت به الدكتورة سعاد صالح من أن الحشيش ليس كالخمر، وأن تناوله جائز شرعًا. وقد استعرضت اللجان تفاصيل هذا التصريح، وأصدر المجمع بيانًا جاء فيه ما يلي:

الحشيش من المواد المخدرة المفترة التي ثبت طبيًا أنها تُسكِر وتُفتر العقل، ومن ثم قامت الفتوى على تحريمه. وقد نصَّ العلماء على أن كل مفتر حرام، لقول النبي ﷺ: “كل مسكر ومفتر حرام”. والمفتر هو المخدر الذي يورث الفتور والخدر في أعضاء الجسم، والحشيش مفتر للعقل ومُغيِّب للإدراك، ومثله مثل المخدرات بجميع أنواعها، لذلك أجمع الفقهاء على تحريمه، وتجريم تحليله وإشاعة ذلك يضر بالشباب ويستقطب عقولهم وطاقاتهم إلى الكود وتعطيل الوعي السليم.

وأضاف المجمع في بيانه أن القانون يُجرِّم تعاطي الحشيش وبيعه، مؤكدًا على ضرورة التثبت من الفتاوى وأخذها من مصادرها الرسمية المعتمدة.

كما أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن الدكتورة سعاد صالح لا تنتسب إلى لجان الفتوى بالأزهر الشريف، وأن ما صدر عنها لا يعبر عن رأي الأزهر، ولا يمت بصلة إلى فتاوى المؤسسة القائمة على التأصيل الفقهي المنضبط.

اقرأ أيضًا:

وقعت مع خطيبي في محرمات لم تصل للزنى فما كفارة ذلك؟.. نصيحتان من علي جمعة

ما سر أحجار المرمر الثمانية بجوار باب الكعبة المشرفة؟

أستاذ بالأزهر: مال الزوجة العاملة يخصها ولو أنفقت في البيت لها أجر كبير