مدة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام: الشيخ أحمد خليل يشرح آراء المفسرين.

مدة حمل السيدة مريم بعيسى عليه السلام: الشيخ أحمد خليل يشرح آراء المفسرين.

كتب-محمد قادوس:

قال الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، إن مسألة مدة حمل السيدة مريم بنبي الله عيسى عليه السلام، هي من المواضع التي اختلف فيها المفسرون، نظرًا لعدم وجود نصٍّ صريح يحدد المدة بدقة، ولكن أغلب الآراء اتجهت إلى أن الحمل لم يستغرق المدة المعتادة.

وأوضح الشيخ خليل، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن ظاهر سياق الآيات في سورة مريم يشير إلى سرعة وقوع الحمل ثم الولادة، حيث قال الله تعالى: “فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ” [مريم: 22-23]، مشيرًا إلى أن ترتيب الأفعال وتتابعها السريع في الآيات يدل – كما رجحه بعض المفسرين – على أن الحمل لم يستغرق وقتًا طويلاً.

وأضاف أن من أبرز الأقوال في كتب التفسير: أن الحمل دام ساعة واحدة، أو بضعة أيام، بينما قال آخرون إنه كان تسعة أشهر كما في الحمل الطبيعي، لكن كثيرًا من أهل العلم رجّحوا قصر المدة لأن المقصود إظهار إعجاز القدرة الإلهية، لا ذكر التفاصيل البيولوجية.

وأشار الشيخ خليل إلى أن القرآن الكريم لم يركّز على مدة الحمل لأنها ليست من صلب الرسالة، وإنما ركّز على المعجزة الكبرى، وهي ولادة نبي من غير أب، وهو ما أبرزه قوله تعالى: “قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌۭ ۖ وَلِنَجْعَلَهُۥٓ ءَايَةًۭ لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةًۭ مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًۭا مَّقْضِيًّۭا” [مريم: 21].

وأكد على أن الإنسان ينبغي أن يسأل عمّا ينفعه في دينه ودنياه، لا أن يشغل نفسه بالتفاصيل التي لم يرد فيها نصّ قاطع، ما دام الاختلاف فيها سائغًا بين أهل التفسير والبيان، مبينًا أن هذه المسائل من الغيب الذي تُترك فيه المساحة لاجتهاد العلماء دون تعصب أو إنكار.

اقرأ أيضًا:

وقعت مع خطيبي في محرمات لم تصل للزنى فما كفارة ذلك؟.. نصيحتان من علي جمعة

ما سر أحجار المرمر الثمانية بجوار باب الكعبة المشرفة؟

أستاذ بالأزهر: مال الزوجة العاملة يخصها ولو أنفقت في البيت لها أجر كبير