كيف تمكن شابان من الشرقية من أن يصبحا مصدر إلهام لآلاف الباحثين عن وظائف التدريس؟

كيف تمكن شابان من الشرقية من أن يصبحا مصدر إلهام لآلاف الباحثين عن وظائف التدريس؟

الشرقية – ياسمين عزت:

في وقت يتطلع فيه آلاف الشباب إلى فرص العمل المستقرة، اختار شابان من محافظة الشرقية أن يكونا هم الدليل والرفيق في رحلة الوصول إليها.

عبدالله أحمد، المحاسب، وصديقه عبدالله محمد، أخصائي التخطيط والمتابعة، لم يجمع بينهما مجرد الاسم أو محل الإقامة، بل جمعتهما أيضًا روح المبادرة والرغبة في خدمة المجتمع، ليؤسسا معًا فريقًا تطوعيًا بات وجهة مضمونة لكل من يحلم بالانضمام لمنظومة التعليم.

بدأت القصة مع انطلاق مسابقة تعيين 30 ألف معلم في عام 2022، أدرك الشابان حجم الحيرة والقلق التي يعيشها المتقدمون، فقررا التحرك، ليس بدافع التميز الشخصي، بل إيمانًا عميقًا بأن “المعلم هو أساس بناء الجمهورية الجديدة”، كما يقولان، ومنذ ذلك الحين، وهما في سباق مع الزمن لدعم وتأهيل كل دفعة جديدة، حتى وصلت جهودهم الآن إلى الدفعة الخامسة.

عبر مجموعات تواصل كبيرة على تطبيق واتس آب تضم آلاف المعلمين والمعلمات، يقدم الشابان عبدالله وعبدالله دعمًا إنسانيًا ومهنيًا حقيقيًا، فهما يشرحان كيفية الاستعداد لاختبارات الهيئة والبدنية والطبية، يشاركان معلومات موثوقة من مصادر رسمية، ويتواصلان مع مسؤولين وموجهين لتحديث بياناتهم أولًا بأول، دون أي مقابل مادي.

وقالا في حديث خاص لـ مصراوي: “ساعدنا أكتر من 15 ألف معلم لحد دلوقتي، وكل واحد منهم هو قصة نجاح إحنا فخورين بيها”.

وأعربا الشابان عن سعادتهما من ردود الفعل التي يتلقاها الفريق بعد نجاح المتقدمين في القبول لا تُقدّر بثمن، فالشباب المستفيد من الخدمة التطوعية ينهالون عليهما برسائل الشكر و الدعوات التي تصلهم من قلوب ممتنة، أصبح الفريق يمثل “السند وقت التوتر” كما وصفه أحد المستفيدين.

وأكدا الفريق أنه وبمرور الوقت، تحولت ثقة الناس بهم إلى نوع من الاعتماد الكامل، وأصبحا مرجعًا موثوقًا ومصدرًا للراحة النفسية، خاصة مع القلق الذي يرافق أغلب المتقدمين.

رغم عدم وجود دعم مادي أو رسمي، يواصل الفريق عمله مدفوعًا برغبة صادقة في خدمة الناس.. وحسب قولهما: احنا بنشتغل بمجهودنا وبنستمد معلوماتنا من مصادر موثوقة زي منشورات الأكاديمية العسكرية وبيانات الوزارة، وهدفنا نكون حلقة وصل حقيقية بين المتقدمين والمنظومة”.

وأشارا إلى أن الفريق يحلم بتوسيع نطاق عمله ليغطي كل محافظات مصر، بل ويتحول إلى منظومة تطوعية منظمة تدعم رؤية الدولة في تطوير التعليم.. واصفين جهودهما بقولهما :نحلم نكون كيان تطوعي رسمي يخدم الدولة ويساعد في تأهيل الكوادر التربوية بالشكل المطلوب.