لحظة جنونية أم نداء حزين؟.. أم إلقاء طفلين من فوق كوبري الإسكندرية؟

الإسكندرية – محمد عامر ومحمد البدري:
في واحدة من أبشع الجرائم التي اهتزّ لها وجدان الشارع السكندري، أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية الستار على قضية هزّت الرأي العام، حين أقدمت أم على إلقاء طفليها من أعلى كوبري مشاة بطريق الإسكندرية الصحراوي، في لحظة يأس قاتل، بزعم تخليصهم من “مرار العيشة”، قبل أن تحاول اللحاق بهم، إلا أن المارة أمسكوا بها في اللحظة الأخيرة.
الأم تلقي بطفليها من أعلى الكوبري
في بلاغ عاجل تلقته غرفة النجدة، هرع الأهالي لإنقاذ طفلين – فتاة عمرها 9 سنوات، وولد في السادسة – سقطا من ارتفاع شاهق. أصيبا بإصابات بالغة؛ كسور في اليدين، القدمين، الفك، الحوض، وكدمات غطّت وجهيهما الصغيرين.
تفاصيل الجريمة الصادمة
التحقيقات كشفت أن الأم، وتُدعى صفاء”. أ. خ”، ربة منزل في العقد الرابع من عمرها، اصطحبت طفليها إلى كوبري المشاة بمنطقة العامرية، وبدم بارد، حملت ابنها أولًا وألقته من الأعلى، ثم أعادت الكرة مع ابنتها. بعدها، حاولت القفز لتلحق بهما، لكنها لم تنجح، إذ أمسك بها بعض المارة قبل أن تسقط.
العدالة تأخذ مجراها
قضت محكمة جنايات الإسكندرية بمعاقبة المتهمة بالسجن المشدد 6 سنوات، بتهمة الشروع في قتل طفليها، بعدما رأت أن دوافعها – مهما كانت – لا تبرر محاولة إنهاء حياة طفلين بلا ذنب.
اكتئاب وخيانة وديون بلا نهاية
في اعترافاتها أمام النيابة، قالت الأم إنها تعاني من اكتئاب حاد، ومثقلة بديون وإيصالات أمانة، ولا تجد من يعينها على الحياة. وأضافت أنها اكتشفت خيانة زوجها لها في صباح يوم الجريمة، ما دفعها للتفكير في التخلص من حياتها وحياة طفليها.
“كل الناس كرهوني.. حتى أقربهم، حسيت إني عالة، وعيالي هيعيشوا معاناة أكتر، فقررت نرتاح كلنا مرة واحدة”.. قالتها الأم في التحقيقات، وسط ذهول المحققين.
مأساة ضحيتها طفلان
ما بين خيانة زوج، وديون خانقة، واضطراب نفسي قاتل، وُلدت مأساة كان ضحيتها طفلان لا ذنب لهما سوى أن والدتهما انهارت في صمت ولم تجد من يمد لها يدًا تُنقذها.
قضت المحكمة، وانتهى الفصل الأول من القضية، لكن الجرح ما زال مفتوحًا في قلوب أطفال لا يفهمون كيف تحوّلت يد الأم من مصدر أمان إلى مصدر ألم.