سلاح في يد صبي: حكاية “أدهم” ضحية المزاح في كفر الشيخ وقرار تازم من المحكمة

كفر الشيخ – إسلام عمار:
لم يكن يعلم “أدهم حلمي” أن جلسة مزاح بريئة مع أصدقائه ستتحول إلى مشهد دموي ينهي حياته في عمر الزهور.
طفل في الثانية عشرة، خرج من بيته ليقضي وقتًا مع أقرانه، فعاد جثة هامدة بعد أيام من الألم، ضحية رصاصة خرجت من سلاح ناري “غير مرخص” كان يفترض أن يكون في مكان آمن.
– تأجيل النطق بالحكم
قضت محكمة جنايات الطفل في كفر الشيخ، اليوم الأحد، بتأجيل النطق بالحكم على 3 أطفال متهمين بقتل زميلهم أدهم حلمي أنيس بطلق ناري عن طريق الخطأ، خلال لهوهم داخل منزل أحدهم، إلى جلسة 27 يوليو الجاري، بعد مرافعات قانونية مستفيضة ومذكرات رسمية قدمها دفاع أسرة المجني عليه.
– لحظة العبث.. والنهاية المأساوية
التحقيقات كشفت أن الأطفال الثلاثة، وبينهم صديق الضحية، كانوا داخل منزل أحدهم في غياب أهله، حين استخرج أحدهم طبنجة معدلة غير مرخصة مملوكة لوالده، وهو صاحب مكتب مقاولات، وبدأ العبث بها، فخرجت منها طلقة استقرت في رأس “أدهم”، وأسقطته على الأرض وسط صدمة أصدقائه.
ورغم محاولاتهم لإسعافه، إلا أن الإصابة كانت قاتلة. ظل “أدهم” بين الحياة والموت داخل العناية المركزة لمدة 10 أيام، حتى أعلنت مستشفى بلطيم التخصصي وفاته يوم 7 مايو.
– سلاح غير مرخص.. واتهامات بالقتل
وباشرت نيابة البرلس التحقيق بإشراف المستشار منير صالح، المحامي العام، وأمرت بإيداع الأطفال الثلاثة المتهمين بإحدى دور الرعاية، وحبس والد أحد المتهمين “رمضان. أ.”، صاحب السلاح، 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة حيازة سلاح غير مرخص، وتشريح جثة الطفل لبيان سبب الوفاة، إذ أثبت التقرير وجود جسم معدني برأسه دون خروج، بما يشير إلى طلقة نارية مستقرة.
– مقطع فيديو أشعل الغضب
الواقعة أثارت ضجة بعد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل يُظهر الطفل المصاب في لحظاته الأولى، ما دفع وزارة الداخلية لإصدار بيان رسمي يكشف تفاصيل الحادث، وتأكيد ضبط المتهمين والسلاح المستخدم، الذي تبين أنه مملوك لوالد أحدهم، ومخبأ داخل المنزل دون إجراءات أمان.
– أدهم.. ضحية طيش وسلاح
الطفل أدهم، الذي كان يحلم بيوم دراسي جديد، انتهت حياته بسبب غياب الوعي والخطورة الكامنة في وجود سلاح ناري وسط أيدي الأطفال. جريمة لم تكن مع سبق الإصرار، لكنها كانت نتيجة إهمال جسيم، وطيش لم يُحسب حسابه.
– العدالة تقترب من الكلمة الأخيرة
وفي انتظار جلسة 27 يوليو، تترقب أسرة “أدهم” النطق بالحكم، باحثين عن بصيص عدالة قد يُخفف من مرارة الفقد.
– رصاصة طائشة.. ودرس قاسٍ
لم تكن الجريمة مدبرة، ولم يكن القتل مقصودًا، لكن النتيجة واحدة: طفل فقد حياته، وأسرة تحطّم قلبها، وثلاثة صبية سيحملون ذنب ما حدث إلى الأبد.
قضية أدهم حلمي ليست مجرد حادث عابر، بل ناقوس خطر يقرع كل بيت يُهمل مسؤولية حفظ السلاح، وكل أسرة تغفل عن حجم الخطر في أيدي الصغار.
في 27 يوليو، ستنطق المحكمة بالحكم، لكن الحكم الأكبر يبقى في ضمير مجتمع عليه أن يراجع نفسه، حتى لا يصبح “أدهم” مجرد اسم يُضاف إلى قائمة ضحايا الإهمال والطيش.