بين القصف والجوع.. كيف استخدم الاحتلال الغذاء كأداة في الحرب على غزة؟ (فيديو)

بين القصف والجوع.. كيف استخدم الاحتلال الغذاء كأداة في الحرب على غزة؟ (فيديو)

كتبت- سهر عبد الرحيم:

يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية غير المسبوقة في تاريخه، من قصف إسرائيلي متواصل لا يهدأ إلى مجاعة وسوء تغذية حاد ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.

وينتظر المئات من النازحين الفلسطينيين أمام التكيات الخيرية يوميًا لساعات، أملًا في الحصول على وجبة واحدة تسد رمقهم تُبقيهم على قيد الحياة لأيام.

ووسط هذه الطوابير المكتظة، تتعالى صرخات الجوعى من الأطفال والنساء بعد نفاد كمية الطعام المُخصصة لليوم، إذ بات الحصول على وجبة طعام يومية في غزة أمرًا شبه مستحيل.

وبسبب سوء التغذية، مات 71 طفلًا، بينما يعاني أكثر من 17 ألف طفل من سوء التغذية الخطير، إذ يتحمل الأطفال في غزة الضرر الأكبر من تأثير سياسة التجويع والحصار التي يفرضها الاحتلال ضد سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، منهم 1.1 مليون طفل.

ولم يكتفِ الاحتلال بإغلاق جميع المعابر الرئيسية للقطاع منذ مطلع مارس الماضي لمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية للفلسطينيين، بل استخدم الجوع والمساعدات فخًا لقتل المدنيين وترويعهم من خلال استهداف مراكز توزيع المساعدات ما أسفر عن استشهاد 900 فلسطيني وإصابة 6 آلاف من الباحثين عن لقمة العيش، وفقًا لصحة غزة.

وسُميت مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة أمريكيًا وإسرائيليًا، بـ”مصائد الموت” بسبب استهدافها من قِبل جيش الاحتلال منذ اليوم الأول من عملها الذي بدأته يونيو الماضي.

وفي المقابل، أكدت منظمات دولية إنسانية، من بينها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، أكثر من مرة أن لديها ما يكفي من الغذاء لجميع سكان غزة لأكثر من 3 أشهر في انتظار الدخول، مطالبة الاحتلال بفتح المعابر.

الاحتلال يوسع عملياته العسكرية في غزة

تتجاهل سلطات الاحتلال الإسرائيلي معاناة الفلسطينيين والمطالب الدولية بفتح المعابر وعدم استهداف المدنيين، إذ يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 58,765 فلسطينيًا وإصابة 140,485 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وأصدر جيش الاحتلال، اليوم الأحد، أمر إخلاء فوري للفلسطينيين وسط قطاع غزة، محذرًا من توسيع عملياته العسكرية في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح، وهي منطقة لم يعمل فيها من قبل. كما أعلن تكثيف عملياته البرية في جباليا شمالي القطاع.

كما يستهدف الاحتلال مناطق سبق وأن صنفها على أنها “إنسانية آمنة”، منها منطقة المواصي الواقعة شمال غرب مدينة رفح جنوبي القطاع.

وأصبح ما لا يقل عن 70% من المباني في غزة غير صالحة للسكن، إذ تم تدمير 89% من المباني في رفح جنوبي القطاع و84% من المباني في شمال القطاع. ويتم تدمير المباني في غزة بواسطة مقاولين إسرائيليين يتقاضون قرابة 5 آلاف شيكل لكل مبنى يدمرونه، بإشراف جيش الاحتلال، وفقًا لما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نقلًا عن صور أقمار صناعية.