أزمة مالية تهدد استمرارية دعم اللاجئين في مصر.. ما هو السبب؟

أزمة مالية تهدد استمرارية دعم اللاجئين في مصر.. ما هو السبب؟

كتبت- سهر عبد الرحيم:

يعاني برنامج الأغذية العالمي، أكبر منظمة إنسانية في العالم تقدم مساعدات غذائية، من نقص عام في التمويل ما يؤثر على حياة معظم اللاجئين، وخاصة السودانيين، الذين يعتمدون عليه في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

ومطلع يوليو الجاري، أعلن الأغذية العالمي أن المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السودانيين في أربع دول مجاورة معرضة للتوقف خلال الشهرين المقبلين ما لم يتم توفير تمويل عاجل، موضحًا أن الدول هي: مصر وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

ويحتاج البرنامج إلى توفير 200 مليون دولار على مدى ستة أشهر حتى لا يواجه جميع اللاجئين خفض المساعدات في الأشهر المقبلة، وفقًا لما قاله شون هيوز، منسق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي للأزمة الإقليمية في السودان، خلال مؤتمر صحفي في جنيف.

أزمة اللاجئين السودانيين في مصر

فر أكثر من 4 ملايين لاجئ سوداني عقب إندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 إلى سبع دول مجاورة، واستقبلت مصر نحو مليون ونصف المليون لاجئ، وفقًا للبيانات الرسمية المصرية.

وكانت مصر من بين الدول التي حذر الأغذية العالمي، من أن المساعدات التي يقدمها للاجئين السودانيين قد تتوقف تمامًا نهاية شهر أغسطس المقبل أو بداية سبتمبر.

وفي يونيو الماضي، صرح الأغذية العالمي في مصر بأنه يحتاج إلى 21 مليون دولار على الأقل لاستمرار عمله وذلك نتيجة عجز التمويل الحاد الذي يواجهه، وهذا من شأنه أن يؤثر على حياة الفئات الأكثر ضعفًا من النساء والأطفال وكبار السن.

2

وبحسب ما قاله مدير برنامج الأغذية العالمي في مصر، جان بيير دي مارجيري، لموقع “إنتربرايز”، فإن نحو 250 ألف لاجئ في مصر قد يفقد المساعدات الغذائية بحلول أغسطس المقبل بسبب فجوة تمويلية بقيمة 21 مليون دولار.

ولسد هذه الفجوة التمويلية ولمنع توقف المساعدات الغذائية، أطلق البرنامج الأممي حملة بعنوان “الآن وليس لاحقًا” لحشد دعم المانحين الدوليين.

ما الأسباب؟

ترجع أسباب عجز التمويل الذي يعاني منه برنامج الأغذية العالمي، إلى خفض المانحين الدوليين تمويلهم في مختلف المجالات فضلًا عن ارتفاع الاحتياجات الأساسية للاجئين، بحسب ما قاله مدير البرنامج في مصر دي مارجيري.

3

وكانت الولايات المتحدة، أكبر مانح للمساعدات في العالم، قد خفضت تمويل البرنامج الأممي وذلك بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض المساعدات الخارجية لتقليل الإنفاق الفيدرالي لبلاده.

وفي أبريل الماضي، أوقفت إدارة ترامب تمويل برامج الطوارئ التابعة للأغذية العالمي في 14 دولة من بينهم أفغانستان وسوريا واليمن، وهي بلدان فقيرة تعاني من الصراعات وسوء التغذية. وبدوره، ناشد البرنامج واشنطن بالتراجع عن هذا القرار.

ولتوضيح مدى أهمية مساهمة الولايات المتحدة في تمويل البرنامج، في عام 2024، حصل الأغذية العالمي على ما يقرب من نصف تمويله من واشنطن بمفردها.

وتجدر الإشارة إلى أنه حتى قبل قرار الولايات المتحدة بخفض تمويلها، كانت الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، ومن بينها برنامج الأغذية العالمي، تعاني من أزمة تمويل بسبب قيام العديد من الدول المانحة بخفض إنفاقها الإنساني.

4

وحذر الأغذية العالمي، في مارس الماضي، من أنه يواجه أزمة تمويل، عقب خفض ميزانيته العالمية لعام 2025 بنسبة 40%، وهو عجز يهدد بتقويض المساعدات الأساسية التي يعتمد عليها نحو 58 مليون شخص حول العالم.

وفي وقتٍ سابق، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك: “يُجبر رؤساء وكالاتنا الإنسانية على اتخاذ قرارات مؤلمة للغاية، إذ تُحدث تخفيضات الميزانية تأثيرًا فوريًا، وغالبًا ما يكون قاتلًا، على الفئات الأكثر ضعفًا في العالم”.

وأعرب دوجاريك، في بيان أبريل الماضي، أن الأمم المتحدة تتفهم الضغوط التي تواجهها الحكومات على الميزانيات الوطنية، “لكن هذه التخفيضات تأتي في وقتٍ يصل فيه الإنفاق العسكري مجددًا إلى مستويات قياسية”.