خلال حرب الاثني عشر يومًا: ما الذي قام به “الجن” الإسرائيلي في إيران؟

كتب- محمود الطوخي
ما أن انتهت حرب الاثني عشر يوما بين إسرائيل وإيران، حتى بدأ طرفا النزاع في ادّعاء النصر على الآخر أو إرجاع الخسائر الميدانية إلى أسباب مختلفة. لكن تصريحا حديثا لمسؤول إيراني ذهب إلى اتهام إسرائيل باستخدام “قوى خارقة” لتنفيذ هجماتها.
وكتب عبد الله كنجي، مستشار عمدة العاصمة طهران على حسابه بمنصة “إكس” “ظاهرة غريبة!.. بعد الحرب الأخيرة (مع إسرائيل)، عُثر على أوراق في شوارع طهران تتضمن طلاسم تحمل رموزا يهودية”.
وتابع كنجي: “في العام الأول من الحرب على غزة، انتشرت أنباء عن لقاء جمع نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي) مع متخصصين في العلوم الغامضة”.
پدیده ای عجیب!
بعد از جنگ اخیر چند برگ کاغذ در کف خیابان های تهران یافت شده که طلسم با نمادهای یهودی است.
در سال اول جنگ غزه نیز خبری از دیدار نتانياهو با متخصصان علوم غریبه درز شده بود.چند سال پیش مقام معظم رهبری گفته بودند کشورهای متخاصم و سرویسهای اطلاعاتی غربی و عبری از…
— عبدالله گنجی (@ab_ganji) July 9, 2025
إلى جانب ذلك، استشهد كنجي في منشوره بتصريح للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قائلا: “قبل سنوات قليلة، أعلن المرشد الأعلى أن الدول المعادية وأجهزة الاستخبارات الغربية والعبرية تستخدم العلوم الغامضة والجن للتجسس”.
الاتهامات “الغريبة” التي وردت في منشور المسؤول الإيراني، أثارت موجة من السخرية في إسرائيل؛ إذ رد الحساب الرسمي لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” باللغة الفارسية على “إكس”.
وردّ الموساد الإسرائيلي يوم الثلاثاء، ساخرا: “إن تعاطي المخدرات والتحدث مع الجن ليس من ضمن الصفات المرغوبة في من يقود دولة”.
مصرف مواد مخدر وگفتگو با جن، صفات مطلوبی برای کسی که رهبری یک کشور را بر عهده دارد، نیست.
— Mossad Farsi (@MossadSpokesman) July 9, 2025
بدوره، علّق المستشار السياسي للمندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة وليد غضبان، على الاتهامات الإيرانية قائلا في منشور على حسابه بمنصة “إكس”، إن: “الجن.. الجن موجود في كل مكان” مع إضافة رمز تعبيري لـ”شبح” في نهاية المنشور.
جن، جن همه جا هست 👻 https://t.co/oOHRgacleR
— Waleed Gadban (@GadbanWaleed) July 9, 2025
إيران و”جيش الشياطين”
بالنظر إلى تاريخ بعض كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي، يتضح أنهم اتخذوا كثيرا من الإجراءات الأمنية والسياسية بناء على معتقداتهم في ما يتعلق بالجن والشياطين.
ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك، ما أُثير من أنباء عن تعيين نائب لمكافحة “الشياطين” في وزارة الاستخبارات الإيرانية في ولاية الحكومة الثانية عشر. ورغم نفي وزير الاستخبارات آنذاك محمود علوي، تعيين ذلك النائب، فإن تسجيل صوتي تم تسريبه لأحد مسؤولي الوزارة خلال احتجاجات في بداية الثمانينيات، أكد خلاله أن “الشياطين” نشطوا خلال التظاهرات، كما أن رجال دين يعتزمون وضع مبادئ إرشادية للتعامل مع “الشياطين”.
وقبيل ذلك، زعم أحد أعضاء الحوزة العلمية وهي مراكز دينية شيعية، يُدعى محمد شجاعي، أن الشياطين هي من تسببت في الاضطرابات الأخيرة في إيران وقتها.
خاتم خامنئي و”إزالة العداوة مع الجن”
بعد لقاء جمع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وعدد من قادة الحرب الإيرانية العراقية، أشارت وكالة أنباء “الطلبة” الإيرانية إلى أن خامنئي ارتدى خاتما فولاذيا خلال الاجتماع.
وأوضحت الوكالة الإيرانية آنذاك، أن خاتم خامنئي الفولاذي يهدف إلى إزالة العداوة بين الجن والإنس، كما يتيح مواجهة وإسكات الشياطين والأعداء.
لم يكتفِ المرشد الأعلى الإيراني بإظهار معتقداته حول “جيش الشياطين” والأعداء من الجن عبر خواتمه فقط، بل تطرق إلى الحديث عنها في عدة خطابات؛ ففي عام 2020 قال خامنئي إن “جيش الشياطين” يتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية من أجل الإطاحة بإيران.
وأضاف خامنئي في خطابه آنذاك: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواجه كثير من الأعداء بما في ذلك الجن والإنس وجميعهم يتعاونون في ذلك”.
وتعليقا على تصريحات خامنئي، قال أستاذ جامعي يُدعى أحمد عابدي، في تصريحات نقلتها مجلة “نيجار” الإلكترونية الصادرة عن الموقع الرسمي للمرشد الأعلى، إنه: “لا شك في أن اليهود وخصوصا الصهاينة لديهم تاريخ عريق مع الأمور الخارقة للطبيعة، وكذلك تربطهم علاقات بالشياطين والجن”، مؤكدا أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم هؤلاء (الشياطين والجن) في أعمالها”.