ترامب يدرس إمكانية إعادة إيلون ماسك إلى جنوب أفريقيا

القاهرة- مصراوي
عاد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك للاشتعال مجددًا يوم الثلاثاء، بعدما وجّه ماسك انتقادات حادة للجمهوريين بسبب مشروع قانون الإنفاق الذي قدّمه ترامب.
وقال ترامب للصحفيين إن إدارته “قد تضطر للنظر في ترحيل إيلون ماسك” بعد تعليقات الأخير التي هاجم فيها مشروع القانون المعروف بـ”الفاتورة الجميلة الضخمة”، معتبرًا أنها تزيد الدين العام الأمريكي بشكل هائل.
ماسك، وهو جنوب أفريقي الجنسية ومواطن أمريكي مُجنس، نشر عدة تغريدات عبر منصة X خلال عطلة نهاية الأسبوع انتقد فيها الجمهوريين، وقال: “من الواضح من خلال الإنفاق الجنوني في هذا المشروع، الذي يزيد سقف الدين بمقدار خمسة تريليونات دولار، أننا نعيش في دولة الحزب الواحد – حزب بوركي بيغ!!”
وفي مصطلحات السياسة الأمريكية، يشير مصطلح “pork” عادة إلى الإنفاق الموجّه لمناطق انتخابية لأغراض شعبوية.
تهديدات متبادلة
ورد ترامب على ماسك في منشور على منصة “تروث سوشيال” صباح الثلاثاء قائلاً إن ماسك غاضب لأن مشروع القانون ألغى تفويض دعم السيارات الكهربائية (EV mandate)، مضيفًا: “إيلون قد يُجبر على إغلاق شركاته والعودة إلى جنوب إفريقيا”.
وعندما سأله الصحفيون لاحقًا صباحًا عمّا إذا كان ينوي ترحيل ماسك، أجاب: “سوف نضطر للنظر في الأمر، قد نضطر لوضع DOGE على إيلون”، في إشارة إلى إدارة كفاءة الحكومة (Department of Government Efficiency)، التي كان ماسك قد ترأسها سابقًا كموظف حكومي خاص.
ماسك علّق على تصريحات ترامب في منشور عبر منصة X قائلاً: “من المغري جدًا التصعيد الآن. مغرٍ جدًا. لكن سأمتنع في الوقت الحالي.”
وكان ماسك قد هدّد يوم الإثنين بدعم منافسين لأي نائب جمهوري يصوّت لصالح مشروع القانون، قائلًا: “حتى لو كان آخر شيء أفعله على هذه الأرض”.
وعندما سألته شبكة ABC News عن سبب انتقاد ماسك له، كرر ترامب أن السبب يعود إلى حذف تفويض دعم السيارات الكهربائية. وقال: “كان عليه أن يعرف أنني لن أفعل ذلك. لا يمكنني ذلك. لقد خضت حملتي الانتخابية لعامين على هذا الأساس. لا أفهم لماذا فعل ما فعله، لكن لن يحصل على تفويضه، وعليه أن يكون حذرًا، لأنه ربما لا يحصل على أي شيء آخر. هل تفهمون ما أعنيه؟”
واصل ماسك هجومه على مشروع القانون عبر منصته، حيث أعاد نشر منشورات لمستخدمين يشاركونه الرأي نفسه، ترافقت مع ميمات وسخرية من المشروع باعتباره سببًا لتفاقم الدين العام وإهدار المال.
هدنة قصيرة انتهت
جاء هذا التوتر بعد أسبوعين ونصف من الهدوء بين ترامب وماسك. ففي الشهر الماضي، وبعد خروجه من منصبه في البيت الأبيض، عاد ماسك لانتقاد مشروع القانون وإنفاقه، وكتب في 3 يونيو: “هذا المشروع الضخم الفاضح المليء بالمحسوبية هو عار مقزز. عارٌ على من صوّت له: أنتم تعرفون أنكم أخطأتم.”
ثم صعّد هجومه على ترامب قائلًا: “لولاي، لخسر ترامب الانتخابات، ولأصبح الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب، ولكان مجلس الشيوخ 51-49 لصالحهم”، وأضاف: “يا لها من نكران للجميل”.
وكان ماسك قد أنفق أكثر من 270 مليون دولار لدعم ترامب والجمهوريين خلال انتخابات 2024.