إسرائيل: بين إنهاء النزاع واحتلال غزة.. ومصر تتحدث عن احتمال التوصل لاتفاق

إسرائيل: بين إنهاء النزاع واحتلال غزة.. ومصر تتحدث عن احتمال التوصل لاتفاق

بي بي سي

قدّر الجيش الإسرائيلي أن قواته تسيطر على 60% من قطاع غزة، مع توقعات باستكمال عملية “عربات جدعون” خلال الأسابيع المقبلة وسيطرته على 80% من القطاع.

جاء ذلك خلال اجتماع عُقد بين قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش والمستوى السياسي بالحكومة الإسرائيلية، الأحد، لمناقشة “المسار المستقبلي” للعمليات العسكرية في القطاع، وفقًا لما نقلته القناة 14 الإسرائيلية.

وطرح الجيش الإسرائيلي خلال الاجتماع الذي شارك فيه أعضاء في المجلس الوزاري المصغر، وفقًا للقناة، مسارين، الأول يتمثل في صفقة تنهي الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة في غزة، والثاني هو المضي في “احتلالٍ كاملٍ” للقطاع وإقامة إدارة عسكرية.

ووفقًا لما نقلته القناة، فإن الجيش أوضح أن الخيار الثاني سيكون “باهظ التكلفة”، ويتضمن ذلك أعدادًا كبيرة من القتلى، وسقوط عدد من الرهائن، وأعباء اقتصادية كبيرة.

وأكّدت القناة أنه لم يُتخذ أي قرار حاسم في ختام الاجتماع، إذ أوضح الجيش أنه بانتظار توجيهات سياسية واضحة تمكنه من الاستعداد للمرحلة المقبلة من القتال.

ويُتوقّع أن يعقد المجلس الوزاري المُصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت”، اجتماعًا ثانيًا اليوم الاثنين، لمناقشة التطورات في قطاع غزة.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن العديد من الفرص أُتيحت بعد “النصر على إيران” على حدّ تعبيره، مشيرًا إلى أن الأولوية هي استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وهزيمة حركة حماس، تليها “فرص إقليمية واسعة”.

جاء ذلك خلال زيارة نتنياهو لمقر جهاز الأمن العام “الشاباك” جنوبي إسرائيل، حيث اطلع على نشاطات الجهاز، وعُرضت عليه العمليات الخاصة لاستعادة الأسرى.

تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية

ميدانيًا، استُشهد 40 شخصًا في قطاع غزة، منذ فجر الإثنين، بحسب ما ذكرت مصادر في مستشفيات القطاع.

وأفادت المصادر، بأن 13 شخصاً استشهدوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار باتجاه متجمهرين قرب مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة غزة الإنسانية إلى الغرب من مدينة رفح جنوبي القطاع.

وقالت مصادر طبية، إن 14 شخصاً استشهدوا في غارة إسرائيلية على مستودع لتخزين وتوزيع المساعدات بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

وفي وقت مبكر من يوم الإثنين، استشهد 15 شخصًا بالتزامن مع تصاعد في وتيرة القصف الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع، وخاصةً الأحياء الشرقية لمدينة غزة، وفي جباليا شمالًا.

وتعرضت 5 مدارس تؤوي نازحين لقصف جوي مباشر منذ الليلة الماضية في القطاع، بعضها أُخليت سابقاً، وبعضها كانت مأهولة بالنازحين، وفقاً لما نقله مراسل “بي بي سي” لشؤون غزة.

وفي التفاصيل، استشهد 3 أشخاص على الأقل في قصف على نقطة طبية بجوار مدرسة في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، فيما استهدفت الطائرات الحربية مدرسة يافا في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما أدى لتدميرها بالكامل، وكانت المدرسة مخلاة من النازحين بناء على أوامر إخلاء إسرائيلية.

واستشهد 5 على الأقل في غارة استهدفت مجموعة من الأشخاص في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، فيما استشهد ثلاثة آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة الكتيبة شمالي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان، إن القوات الإسرائيلية استهدفت 256 مركزاً للنزوح والإيواء منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

واتهم المكتب الإعلامي، الجيش الإسرائيلي بـ”تعمد” استهداف 11 مركز نزوح في غزة خلال شهر يونيو الجاري.

2_11zon

وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا، صباح الاثنين، طالب فيه بإخلاء أحياء عدة من مدينة غزة، ومنطقة جباليا شمالي القطاع، بعد يوم واحد من إصداره تحذيرًا مماثلًا.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، إن الأعمال العسكرية للجيش ستتصاعد في هذه المناطق وستمتد إلى مركز مدينة غزة، مطالباً السكان بإخلائها نحو منطقة المواصي جنوبي القطاع عبر الطريق البحري.

من جهتها أكدت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي “كثّف هجماته على المدارس ومراكز الإيواء” خلال اليومين الماضيين.

وأضافت الوزارة على لسان مديرها العام، منير البرش، أن هناك ارتفاعًا في عدد المصابين بالحمّى الشوكية من الأطفال في القطاع بسبب سوء التغذية، وأن المصابين بأمراض مزمنة يواجهون خطر الموت بسبب نقص الأدوية.

مصر: نعمل على اتفاق هدنة في غزة

قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إن العمل جارٍ على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى، مؤكدًا أن الظروف حاليًا مواتية أكثر للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

وأضاف عبد العاطي خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “ON”، أن الاتفاق سيكون خطوة أولى نحو وقف مستدام للعمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية “تتفهم” أهمية أن يتضمن اتفاق الهدنة ضمانات بما يحقق “استدامة وقف إطلاق النار”.

واتهم عبد العاطي إسرائيل بـ”خرق” الاتفاق المُبرم في 19 يناير 2025 الذي “حقق نتائج جيدة”، وذلك بعد استئنافها العمليات العسكرية بداية مارس، معبّرًا عن أمله في أن يُفضي الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق يناير.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إنه لا محادثات جارية حاليًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أوضح أن الاتصالات مستمرة “مع جميع الأطراف” للعودة إلى المفاوضات.

وأضاف الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي، أن هناك “لغة إيجابية” من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه مسألة وقف إطلاق النار، لكنّه أشار إلى وجود “تعقيدات” على الأرض.

وجدد الأنصاري اتهامه لإسرائيل بـ “التعنّت” في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى “إلزام إسرائيل بإدخال المساعدات دون قيود”.