مكتبة الإسكندرية تنظم جلسة حول نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان – صور

الإسكندرية – محمد البدري:
افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والسفير الدكتور محمود كارم، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، ندوة “نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان”، التي تنظمها المكتبة بالتعاون مع المجلس، في إطار تفعيل الشراكة بين المؤسستين في مجال التوعية الحقوقية.
وقال زايد: “نحرص على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان من خلال أنشطتنا المتنوعة، بما يشمل دعم حق المواطن في المعرفة، وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز مشاركة المرأة، ورعاية النشء في إطار التنمية المستدامة.”
ولفت إلى أن انعقاد الندوة يتزامن مع جهود الدولة المتواصلة لإعلاء قيم حقوق الإنسان في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مشيرًا إلى مشروعات ومبادرات تنموية كبرى، من بينها “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة” والتوسع في التأمين الصحي، باعتبارها تمثل تجسيدًا عمليًا لحقوق اجتماعية واقتصادية ملموسة.
من جانبه، أوضح السفير الدكتور محمود كارم أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يعمل كمؤسسة وطنية على تنفيذ برامج متنوعة لنشر ثقافة حقوق الإنسان، مشيرًا إلى إعداد المجلس لمراجعة شاملة للمناهج الدراسية من منظور حقوقي.
وأضاف: “نسعى لتقييم مدى تضمين الكتب المدرسية لقيم حقوق الإنسان وقدرتها على إيصال هذه القيم للنشء، كما نتعاون مع وزارات ومؤسسات عدة لتقديم أنشطة توعوية للأطفال بأساليب غير تقليدية.”
وشدد كارم على أهمية الانفتاح على قضايا العصر الرقمي، داعيًا إلى “رفع الوعي بالثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الخصوصية وأمن المعلومات وحقوق الملكية الفكرية، بما يضمن التوازن بين التطور التكنولوجي واحترام حقوق الإنسان.”
كما دعا إلى دعم دور مكتبة الإسكندرية كمركز للتبادل المعرفي، مشيرًا إلى اقتراح تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ توصيات الندوة، وتنظيم فعاليات دورية، وعقد صالون ثقافي لمناقشة قضايا حقوق الإنسان.
بدوره، أكد الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بالمكتبة، أن الندوة تندرج ضمن برنامج “مصر الغد” الذي أطلقه الدكتور زايد، وتأتي استجابة لحاجة المجتمع إلى تغيير بعض الممارسات والثقافات المتعلقة بحقوق الإنسان، موضحًا: “لا ترتبط أوجه القصور دائمًا بالقوانين أو السياسات، بل أحيانًا بثقافة مجتمعية تحتاج إلى مراجعة وإعادة بناء.”
وأضاف أن هناك إنجازات مهمة تحققت على صعيد حقوق الإنسان من خلال جهود الدولة ومنظمات المجتمع المدني، مشددًا على أهمية التوعية الواسعة بها.
وفي مداخلته، أشار محمد أنور السادات، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس لجنة الحقوق المدنية والسياسية، إلى أن نشر ثقافة حقوق الإنسان خطوة أساسية، لكن الأهم هو التطبيق العملي.
وقال: “الاحترام الحقيقي لكرامة المواطنين هو الركيزة لأي بناء قيم، ولا بد من الانتقال من التوعية إلى الممارسة لتترسخ قيم المواطنة والانتماء.”
وفي السياق ذاته، وجّه الدكتور مجدي عبد الحميد، المدير التنفيذي للمشروع الأوروبي بالمجلس، الشكر لمكتبة الإسكندرية على استضافتها للندوة، مشيدًا بتعاونها المستمر مع المجلس في نشر التوعية.
وأكد على دور المجتمع المدني من منظمات حقوقية ومفكرين وأكاديميين في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان على المستوى المجتمعي، قائلًا: “لا يمكن تحقيق نقلة حقيقية دون إشراك هذه الأطراف في الحوار والبناء المؤسسي.”
وشهدت الندوة عقد جلستين نقاشيتين حول العلاقة بين حقوق الإنسان والتعليم والثقافة المجتمعية، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور يسري الجمل وزير التعليم الأسبق، والدكتور هاني إبراهيم الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة إلهام عبد الحميد، والدكتورة يسرا شعبان، والأستاذ نجاد البرعي، والدكتورة أماني الطويل.